يمكن القول أن أول شهر رمضان الكريم مر دون تجارة فوضوية بأحياء مدينة سكيكدة، فبعد الحملة التي قامت بها السلطات المحلية لمدينة سكيكدة، في بداية السنة الجارية، في مباشرة عملية واسعة لتطهير المدينة من جيوب التجارة الفوضوية، التي أشرف عليها رئيس دائرة سكيكدة ومدير التجارة، وشملت معظم الأماكن التي تنتشر بها هذه الظاهرة، كحي «لاسيا»، «بوالكروة»، وسط المدينة، وحي «الممرات»، ويتم إدماج الباعة ضمن الفضاء التجاري المخصص لهم بمنطقة الزفزاف، الذي يضم أزيد من 600 محل تجاري وسوق مغطاة.
كما ألزمت السلطات المحلية التجار بعرض سلعهم داخل المحلات وترك الأرصفة للمارة، لتتحرر تلك الأرصفة والطرقات من كل مظاهر الفوضى، فحل الشهر الكريم والمدينة خالية من هذه الفوضى التي عششت لسنوات عديدة حولت المدينة إلى فوضى عارمة، نغصت حياة سكان تلك الإحياء والشوارع، من الضجيج من مطلع الفجر إلى غروب الشمس، وإغلاق كل المنافذ في وجه الحركة.
فكان مسعى السلطات الولائية لامتصاص هده التجارة الفوضوية بأسواق عصرية وتقنين هذا النشاط في إطار منضم جانبا من نجاح عملية تطهير الأرصفة والطرقات من هذه الفوضى، إضافة إلى صرامة المصالح الأمنية الساهرة على منع عودة هذه التجارة العشوائية بأي شكل من الأشكال، بوسط المدينة ومختلف الأحياء.
العملية هذه استحسنها سكان المدينة، الذين تحرروا من الضغط الذي لازمهم منذ سنوات، وعكر صفو حياتهم اليومية، وزاد من متاعبهم صعوبة الوصول إلى مساكنهم خصوصا عند الحاجة القصوى، كإسعاف مرضى، أو عند الجنائز، أما التوجه بالسيارة فكان من سابع المستحيلات إلا أنه في الوقت الحالي عادت الحياة إلى طبيعتها، حتى أن بقايا السلع والقاذورات جراء تلك التجارة الفوضوية إختفت وأصبح عامل النظافة لا يجهد نفسه كثيرا، كما في السابق أين يستمر عمله إلى وقت متأخر من الليل، ليتمكن من إزالة كل تلك القاذورات.
