تخصيص الفترة الصباحية للامتحان في المواد الأساسية كدعم معنوي للتلاميذ
يجتاز، اليوم، أكثر من 555 ألف تلميذ امتحانات شهادة البكالوريا في طبعتها الثانية لهذه السنة، على غير العادة، خيار صعب لكنه حتمي بالنسبة للحكومة عموما ووزارة التربية الوطنية، بعدما تم تسريب مواضيع الامتحان، لاسيما وأنه مس 7 مواد في شعبة العلوم التجريبية على سبيل المثال. وحرصا من الوصاية على إنجاح الامتحان وتفادي الوقوع في فخ التسريب والغش مجددا، تم اتخاذ كل التدابير.
عاش تلاميذ الأقسام النهائية توترا كبيرا، في أعقاب تأكد تسريب المواضيع قبيل ساعات من الامتحان خلال الدورة الأولى التي انطلقت يوم 29 ماي المنصرم، وكذلك أولياءهم. ورغم أن خيار إعادة الامتحان الذي كان حتميا لضمان نفس الحظوظ للتلاميذ، وعدم ترك فرصة أمام كل من لجأ إلى الغش، إلا أن الأولياء اعتبروا إعادة اجتياز الامتحان عقوبة لهم ولأبنائهم، لكن الوزارة بدورها عاشت نفس الضغط، لأن التسريب تسبب في فشل تنظيم الامتحانات واضطرها إلى إعادة كامل العملية وتحمل مسؤولية ما وقع.
وحرصت وزارة التربية الوطنية على ضبط كل التحضيرات الخاصة بامتحانات شهادة البكالوريا، التي ستكون جزئية، وتشمل مادة واحدة فقط بالنسبة لتخصص اللغات الأجنبية، الذين سيمتحنون في مادة التاريخ والجغرافيا، لكن الأمر مختلف بالنسبة لتلاميذ أقسام العلوم التجريبية، الذين كانوا أكبر ضحية للتسريب الذي مس 7 مواد، بينها ثلاث أساسية، يتعلق الأمر بالفيزياء والعلوم والرياضيات.ف
يما يجتاز طلبة التسيير والاقتصاد والتقني الرياضي والرياضيات، الفلسفة والإنجليزية والفرنسية والتاريخ والجغرافية.
ورغم الظروف الاستثنائية التي وضعت الوزارة الوصية أمام الأمر الواقع، إلا أنها حرصت على الأخذ بعين الاعتبار مقترحات الشريك الاجتماعي، وكذا جمعيات أولياء التلاميذ، من خلال ضبط جدول توقيت الامتحانات بطريقة تجعل التلاميذ في أريحية، آخذين بعين الاعتبار الانشغالات المعبر عنها من قبل التلاميذ في أعقاب الامتحانات، مواضيع طويلة في المواد الأساسية اضطرتهم إلى كتابة الإجابات في 16 إلى 17 صفحة كاملة، ودون إكمال الإجابة لضيق الوقت. ووفق هذا المنهج، قامت وزارة التربية الوطنية ببرمجة مواد الرياضيات والعلوم الطبيعية والفيزياء، في الفترة الصباحية من الساعة التاسعة إلى غاية منتصف النهار و30 دقيقة.
الأولياء في دائرة الضغط النفسي للمرة الثانية
على غرار التلاميذ، الذين قد يرون في اجتياز امتحان شهادة البكالوريا للمرة الثانية على التوالي، عقوبة حقيقية، لأن الامتحانات في أذهانهم انتهت يوم 2 جوان الجاري، بعدما استغرقت خمسة أيام كاملة ودخلوا مرحلة انتظار وترقب النتائج، لأن الامتحانات صفحة طويت بالنسبة لهم، فإن أولياءهم أحسوا بظلم كبير في حق أبنائهم لأنهم اجتهدوا ومروا بضغط نفسي كبير، أعقبه توتر أكبر بعد تسريب المواضيع والإعلان عن برمجة امتحانات جزئية، تشمل 7 مواد كاملة وفي حقهم أيضا، على اعتبار أنهم يعيشون نفس الضغط، وإن كان الخيار أحسن قرار في نهاية المطاف لإنصاف المجتهدين والنجباء.