الشعب/ ردّ عبد الرحمان دحمان رئيس المجلس الفرنسي لشؤون المسلمين، على وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنيف، الذي طالب المسلمين بتحمّل مسؤوليتهم التاريخية في مواجهة التطرف الإسلاموي والارهاب.
قال عبد الرحمان في ردّه على الوزير الفرنسي، عقب دعوته لمائدة إفطار من قبل المجلس، إن المسؤولية التاريخية تحمّلتها الجالية المسلمة من زمان وأدتها على أكمل وجه من خلال مشاركتها في أحداث يحسب لها عبر مراحل وحقب منها معركة سودن عام 1870 التي سمحت لنابليون الثالث من التراجع نحو لامارن.
وأضاف عبد الرحمان، أن الجالية المسلمة التي كانت تسمى بمسلمي فرنسا، ساهمت بقوة في معركة فردين أثناء الحرب العالمية الأولى 1914 / 1928، فاقدة 8 آلاف ضحية من أفرادها من أجل فرنسا. وهي معركة احتفلت بذكراها باريس هذا العام.
حررت الجالية المسلمة الكثير من المدن الفرنسية من الاحتلال الألماني النازي غداة الحرب العالمية الثانية. منها مونتي كازينو، تولون، مارسيليا وباقي أجزاء فرنسا. وأن أول فيلق اجتاز الرين عام 1944 قاده مسلم جزائري.
وواصل عبد الرحمان في رصد دور الجالية المسلمة في خدمة فرنسا ونهضة اقتصادها، أن الجزائر ظلت تاريخيا عاصمة لفرنسا الحرة مجندة كافة المستعمرات الإفريقية بقيادة ديغول في انهزام الجيش الهتلري. وأن هؤلاء المسلمين الذين سقطوا في ميدان الشرف والسلاح بأيديهم دفاعا عن الحريات والقيم، ليسوا في حاجة إلى تلقي الدرس من رجال سياسة ماكرين لا يعترفون بما قامت به الجالية المسلمة ويتنكرون بخبث لها. والوزير كازنيف عليه أخذ هذه العبرة والكف عن التطاول والتمادي في نكر جهود المسلمين في تحرير فرنسا وتطورها عبر الأزمنة.