تتواصل بعاصمة الغرب الجزائري، وهران، عمليات توزيع قفة رمضان، وسط إجراءات جديدة، الهدف منها محاربة الخروقات والظواهر السلبية التي تمسّ بحقوق الفئات المستهدفة ورسالة العمل الاجتماعي التضامني والتطوعي.
من أجل الوقوف على سير العملية ببلدية الكرمة، التابعة لدائرة السانية، جنوب وهران، والاطلاع على نوعية المواد الغذائية المشكلة لقفة رمضان، زارت «الشعب» نقطة التخزين والتوزيع على مستوى دار الشباب بلونار محمد، وسط البلدية، التي بلغت حصتها 5 آلاف قفّة، وزّعت في مرحلتها الأولى على زهاء 1500 مستفيد، على أن يصل العدد تدريجيا إلى ما يزيد عن 3 آلاف عائلة محصية.
واصطفت مئات العائلات، من مختلف الفئات العمرية، تحمل بطاقات بألوان تميّز بين الأحياء، مدوّن عليها إسم الشخص المطلوب، وسط أجواء تنظيمية محكمة، قوامها التنسيق بين المجلس الشعبي البلدي ورجال الشرطة، مع تسجيل وجود بعض السلطات البلدية، بهدف تجسيد مبدإ الأمان والاطمئنان في نفوس كبار السن بالخصوص.
جريدة «الشعب» رصدت الارتياح الكبير وسط المستفيدين، الذين عبّروا بكل عفوية عن امتنانهم للمجهودات المبذولة من قبل جميع المتدخلين، على الرغم من كل الصعوبات المالية التي تمرّ بها الجزائر، نتيجة انهيار سعر البترول، مثمّنين في الوقت نفسه تطور السياسة الاجتماعية في الجزائر وصدرها الرحب، أمام جموع العائلات المحتاجة، التي تعجز عن مسايرة تكاليف الإنفاق في رمضان.
بعض التصريحات التي أدلى بها مسئولون محليون وأمنيون للجريدة، خلال محطات هذه الزيارة، صبّت جلها في التنويه بمجهودات الولاية وفي محاولة مساعدة كافة العائلات المحتاجة في شهر رمضان، وعلى الدور البارز الذي تقوم به لجنة الشؤون الاجتماعية والثقافية والشباب التابعة لبلدية الكرمة في الحد من الغش والتحايل بمختلف أشكله.
من بين النساء الفاعلات في المجال السيّدة عبودي الزهرة، مدرّسة، تشغل حاليا منصب رئيسة لجنة الشؤون الاجتماعية والثقافية والشباب، التي أكّدت على أهمية «إرساء مبدإ الحوار والتشاور مع الشركاء الاجتماعيين لمعالجة مختلف القضايا، على أن تكون طريقة التعامل موائِمة لطبيعة الشخص وثقافته ومستواه التعليمي، وهذا لتجنّب الاصطدامات والمعاملات المهينة للكرامة الإنسانية».
في الوقت نفسه، دعت الزهرة، العائلات المتأخّرة إلى إيداع ملفاتهم على مستوى مكتب الشؤون الاجتماعية، الذي تم تحويله مؤقتا إلى المكتبة البلدية، وهذا قبل انتهاء الآجال القانونية، في إشارة إلى محتويات قفة رمضان، المكوّنة هذه السّنة من 4 كلغ سكر، 500 غرام قهوة، 2 كلغ زبدة، 500 غرام مسحوق حليب، 2 كلغ سميد، 250 غرام زبيب، 250 برقوق، 250 غرام حمص، 250 غرام عدس، 1 كلغ أرز، 500 غرام طماطم، 1 لتر زيت و10 كلغ فرينة.
كما أكّد عميري ميلود، على أهمية الإجراءات التي اتخذتها بلدية الكرمة في المجال، لمحاربة مختلف أشكال المحاباة والمحسوبية والتي أرجعها إلى لجان الأحياء، متهما بعضها بشطب الكثير من الأسماء المستحقة وغيرها من الخروقات المسجّلة خلال السنوات المنصرمة، مشدّدا في سياق متّصل على «ضرورة ضمان وصول مثل هذه المساعدات للفئة المستحقة بأمان وعزة نفس، فالهبّة والصدقة في الإسلام «لا يجوز أن تقترن أو يتبعها أذى» وفق نفس المتحدّث.
وما وقفت عليه «الشعب» في خرجتها الميدانية على مستوى نفس الموقع، توريد منتجات تحمل علامات غير مطابقة للشروط المتفق عليها، خلال إبرام صفقة اقتناء المواد الغذائية، بعد تحديد مكوّنات القفّة، وهو ما أثار حفيظة السلطات البلديّة التي أعطت المموّن مدّة زمنية قصيرة لاستبدالها بالسلعة المطلوبة من المورد.
كما سجّلنا إرهاقا كبيرا وتعبا شديدا، وسط العمال المجندين لتوزيع 5 آلاف قفّة بالكامل على مستوى دار الشباب بلونار محمد، في ظل الغياب التام للجمعيات التي يزيد عددها عن عشر جمعيات، معظمها يوجد سوى على الورق، بحسب مصادر مسئولة من المجلس الشعبي البلدي، التي أكّدت أنّها ستعمل جاهدة على تطهير هذا القطاع من الدخلاء، منوّهين في سياق متّصل بكافة مكونات الجمعية الثقافية «الفتح» برئاسة الأستاذ الشاب شعيب محمد، والكوميدي المعروف باسم الزربوط، بوعسرية بن كعكع أحد مؤسسي الجمعية الثقافية الفتح.