تشهد محطة المسافرين بعاصمة الولاية بومرداس تدهورا كبيرا وحالة اهتراء في الأرضية وفوضى في عملية توقف وانطلاق المركبات إلى الوجهات المختلفة، وهي وضعية زادت من معاناة المسافرين والناقلين معا الذين سئموا من هذه الحالة التي طالت مع الزمن رغم الوعود الكثيرة بانجاز مشروع محطة حديثة متعددة الأقطاب بالمخرج الغربي للولاية باتجاه قورصو، ومشاريع أخرى بدوائر الولاية ومخطط جديد للنقل.
أرضية مهترئة أتت عليها مياه السيول التي شكلت حفرا متعددة الأحجام وشبه أرصفة للتوقف نبتت عليها الحشائش، غبار يتطاير في كل الاتجاهات، وناقلون يتسابقون إلى حجز أماكن والتحايل بينهم لربح بعض الدقائق تزيد من معاناة المسافرين الذين أعياهم تعب الانتظار في غياب أماكن للجلوس ومخابئ قد تقيهم قر الحر في هذه الأيام، هو أول مشهد قد تسقط عليه عين الزائر لهذا الفضاء المفتوح بوادي طاطاريق الذي قدم على أساس أنه حلا مؤقتا بعد غلق شبه المحطة السابقة غير بعيد عن هذا المكان، حيث كانت المركبات تتقاسم المساحة مع السوق الأسبوعي على أمل تحويلها إلى محطة حضرية للمدينة، لكنها هي الأخرى في خبر كان.
من أجل وضع حد لهذه الفوضى وحتمية انجاز مشروع محطة لنقل المسافرين يليق بمقام هذه الولاية الساحلية والسياحية التي تستقطب عشرات الزوار خلال موسم الاصطياف، عمدت السلطات الولائية إلى تسجيل مشروع جديد في إطار المخطط 2010 / 2014 مع اختيار أرضية الانجاز ما بين قورصو وبومرداس بأحد المستثمرات الفلاحية كانت محل معاينة من طرف وزير النقل السابق عمار غول، لكن المشروع ظل حبر على ورق لأسباب عديدة ومشاكل تقنية لصعوبة تجسيد المشروع في هذه الأرضية المكلفة جدا، وبالتالي بقي الوضع على حاله دون تقديم بدائل للخروج من هذا المأزق وحرم الولاية من قطب حديث يخرجها من شبح العزلة ويزيد من فرص التواصل مع الولايات المجاورة وبالتالي تنمية حجم التبادلات التجارية ونقل الاشخاص.
الأمر لا يتوقف على أزمة المحطة المركزية التي أثرت سلبا على الديناميكية الاقتصادية والحركية التي تعرفها هذه الولاية المصنفة بمثابة همزة وصل بين الولايات الشرقية للوطن والغربية منه وامتدادها الحيوي للعاصمة، لكن في استمرار غياب الشريان الحقيقي لهذه الوثبة وتقطع أوصال خارطتها الجغرافية الممتدة عبر 32 بلدية و9 دوائر تحلم إلى غاية اليوم بمحطة محترمة للمسافرين تحفظ فيها كرامة المواطن وتلزم أصحاب المركبات على إبداء جزء يسير من روح المسؤولية والالتزام بأبسط أبجديات المهنة، حيث بقي مشروع انجاز 9 محطات حضرية وشبه حضرية و4 محطات أقطاب في دوائر الولاية التسعة التي تم الإعلان عنه بالتوازي مع مشروع محطة عاصمة الولاية يراوح مكانه هو الآخر، وزادت من تدهور المحطات الحالية في كل من برج منايل وبودواو اللتين كانت مبرمجتين للتجديد والتهيئة الشاملة، في حين تفتقد بلديات الولاية لمحطات بمعنى الكلمة، إنما مجرد مواقف احتلت جزء من الأرصفة والطريق العمومي على غرار بلدية دلس، يسر، الثنية، تيجلابين وغيرها.
إضافة إلى هذا لا تزال خطوط النقل الداخلية بالولاية تعاني من الفوضى والصراع اليومي بين الناقلين، حيث تشهد بعض الخطوط الرئيسية تخمة في عدد المركبات وأخرى شبه منعدمة ومتذبذبة، الأمر الذي دفع بالمشرفين على القطاع إلى التفكير في مخطط جديد لتنظيم حركة المركبات لوضع لهذه الوضعية السلبية، وإعادة تنظيم وتجديد الحظيرة الولائية للمركبات التي يتجاوز معدل عمرها 10 سنوات في آخر تقرير للجنة النقل بالمجلس الولائي.
أمن بومرداس يوقف مختلس صندوق الزكاة
تمكنت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية لأمن ولاية بومرداس من تحديد هوية المشتبه به في الاعتداء على حرمة بيوت الله والاستحواذ على أموال زكاة المحسنين بأحد مساجد عاصمة الولاية ويتعلق الأمر بالمدعو”ب.ع” البالغ 22 سنة، حيث ضبط متلبسا بالسرقة واسترجاع مبلغ 90 مليون سنتيم من بيته.
خيوط القضية بدأت على اثر شكوى تقدم بها إمام المسجد لدى مصالح الأمن مفادها تعرض المسجد المذكور إلى سرقة صندوق الزكاة وصدقات المحسنين، حيث فتحت مباشرة تحقيقا لتحديد هوية الفاعلين والترصد لهم، ليتم في الأخير ضبط المتهم في حدود منتصف الليل وهو بصدد سرقة أموال الصندوق المقدرة بأزيد من 33 ألف دينار كانت بحوزته، ليتم تقديمه أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة بودواو الذي أمر بإيداعه رهن الحبس الى غاية محاكمته.