أجمع مترشحو الشعب العلمية لامتحان شهادة البكالوريا الجزئية، أمس، على صعوبة موضوع مادة الرياضيات، الذي أخلط حساباتهم، على حد تعبير من التقتهم «الشعب» في جولتها الاستطلاعية لمجريات الامتحان المصيري عبر بعض مركز الامتحان في يومه الثاني، الذي جرى في ظروف عادية ومريحة طبعت العملية. في حين يجتاز طلبة الشعب العلمية، اليوم، امتحانا في مادتي الفلسفة والفرنسية وفقا لبرنامج وزارة التربية الوطنية.
تباينت آراء تلاميذ الشعب العلمية حول طبيعة موضوع مادة الرياضيات الذي يعتبر أهم مادة بالنسبة لهم، فبينما وصف بعضهم الأسئلة بالتعجيزية، اعتبرها بعض آخر في المتناول. في حين أجمع معظم الطلبة، ممن التقيناهم بثانوية الشيخ المقراني ببلدية بن عكنون بالعاصمة، على صعوبة الموضوع وطوله بالإضافة إلى تعقيده.
قال لنا المترشح سيف، تخصص العلوم التجريبية، إنه لم يتوقع أبدا طبيعة الأسئلة، مؤكدا أن المعضلة لا تكمن في الصعوبة فقط، ولكن في طبيعة الأسئلة المعقّدة مع تطلبها وقتا طويلا غير الذي اعتمدته وزارة التربية الوطنية وهو ثلاث ساعات ونصف من الزمن.
عقارب الساعة كانت تشير إلى حدود الحادية عشرة والمترشحون بدأوا بالخروج من مراكز الامتحان، أمر يبعث على الاستغراب فليس من عادة مترحشي الشعب العلمية الخروج باكرا من قاعات الامتحان، ولدى اقترابنا وحديثنا معهم أبدى الجميع امتعاضهم من الموضوع وطبيعة الأسئلة.
قابلتنا المترشحة إيمان بوجه شاحب ولم تتمكن من الحديث في بداية الأمر وعلامات الحيرة بادية على وجهها، ثم قالت: «لم أتخيل أبدا أن يكون الموضوع بهذه الصعوبة».
زميلة لها تشاطرها نفس الرأي وتقول، توقيت الامتحان ليس منطقيا، نحن في رمضان ومن الصعب الإجابة على أسئلة الموضوع.
وفي مقابل من اعتبر طبيعة الأسئلة صعبة، راح بعض يؤكدون أنها كانت في المتناول، لكن أشاروا إلى أن الوقت لم يكن كافيا لصعوبة الاختيار بين الموضوعين الاختياريين اللذين اعتمدتهما وزارة التربية الوطنية في الامتحان.
في هذا الصدد، قالت مترشحة إن الأسئلة كانت عادية «لكنها تحتاج لوقت يتجاوز ثلاث ساعات ونصف، خاصة ونحن في شهر رمضان»، ويتزامن مع قضائنا ليالي بيضاء دون نوم، الأمر الذي أجمع عليه أغلب المترشحين.
رغم أن إجراءات وزارة التربية الوطنية، نجحت في اليوم الأول من إجراء الدورة الجزئية في ظروف عادية بعيدا عن هاجس التسريبات الذي كان حديث العام والخاص، لكن الملف طرح، أمس، أكثر من مرة على ألسنة المترشحين، متأسفين على انتشار مثل هذه الإشاعات وإن لم تكن صحيحة
«أثر ملف التسريبات بشكل سلبي على معنوياتنا ولم نعد نركز جيدا في طبيعة الأسئلة»، بهذه العبارة قابلنا معظم المترشحين. حديث التلاميذ لم يخلُ من هاجس التسريبات، رغم أن ظروف الحراسة كانت عادية، بحسب ما علمناه من عين المكان، لكن الكل يتحدث عن تسريب للموضوع وفي مقابل لا توجد أي مؤشرات عن ذلك.
في حدود منتصف النهار، كانت وجهتنا نحو ثانوية محمد بوضياف ببلدية المدنية. الأجواء لم تختلف كثيرا عن باقي المراكز، أولياء التلاميذ ينتظرون الوقت المخصص لانتهاء الامتحان لخروج أبنائهم، فالكل بدا متعبا ومرهقا للغاية في ظل ساعات نوم قليلة وتوتر مستمر.
رغم صعوبة موضوع الرياضيات، يعلق بعضهم آمالا على مادتي العلوم والفيزياء باعتبارهما مادتين رئيستين للشعب العلمية، في حين يجتاز الطلبة اليوم امتحان مادتي الفلسفة والفرنسية في الفترتين الصباحية والمسائية، بحسب البرنامج الذي سطرته وزارة التربية الوطنية.