يقظـة وجاهزيــة لمواجهــة التحديــات الأمنيــة
سلطت مجلة «الجيش» في عدد جويلية الضوء على عمليات مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وتأمين الحدود. وهي عمليات أظهرت بحق مدى احترافية الوحدات العسكرية المرابطة بالحدود وداخل الوطن وجاهزيتها في ضرب بيد من حديد كل من تطول له يده المساس بالاستقرار والسيادة الوطنية.
في هذا الإطار، كشفت المجلة التي أعدت ملفا خاصا في ذكرى الاستقلال الوطني وعيد الشباب ومواضيع أخرى عن أنشطة المؤسسة العسكرية، مبرزة أهمية الوفاء لرسالة من فجروا الثورة التحريرية والسير الدؤوب على مرجعيتها الخالدة، القضاء خلال شهر ماي فقط على 25 إرهابيا بمنطقة فركيوة غرب ولاية البويرة. في نفس المنطقة تقريبا تم تحييد 22 إرهابيا برواكش في المدية بعد القضاء على 18 مجرما أخر بعين المكان.
كانت أكبر عملية تلك المنفذة بالمدية التي تم خلالها القضاء على 18 إرهابيا استقبلها سكان التيطري بالترحاب في لفتة تثبت مدى علاقات الثقة الممنوحة للمؤسسة العسكرية، التي تقوم بمهمتها الدستورية على أكمل وجه وتبقى الصخرة الصلبة التي تسقط عليها كل محاولات المساس بالأمن الوطني. كما تظهر عملية الترحاب باستقبال الوحدات العسكرية العائدة إلى الثكنات بالمدية بعد ملحمة رواكش، ضد الإرهاب، علاقات التواصل والترابط بين الجيش والشعب المشكل من زمان توازن المعادلة الأمنية وحلقتها المفصلية في كل الظروف.
إجمالا خلال السداسي الأول من العام الجاري تمكن الجيش من القضاء والقبض على 149 إرهابي واسترجاع 950 قطعة سلاح من مختلف العيارات والقائمة مفتوحة لانتصارات أخرى في معركة القضاء النهائي على فلول الإرهاب مثلما تبرزه الحصيلة اليومية للصحافة.
توقفت المجلة عند هذه الانتصارات التي تنم عن رؤية استشرافية لمواجهة أي طارئ وتداعيات جيو استراتيجية متقلبة واضطرابات بدول الجوار. وتابعت باهتمام الزيارات الميدانية التي قام بها خلال السنة المنقضية الفريق ڤايد صالح وهو يعاين الوحدات ويفتشها، مشددا على اليقظة الدائمة لمواصلة تطهير البلاد من جماعات إرهابية لا علاقة لها بقيم الإسلام السمحاء ودعواتها للاعتراف بالآخر والاجتهاد والجدل بالتي هي أحسن بعيدا عن التطرف والغلو وتكفير من لا يسير في ركب الفكر الإرهابي والتطرف العنيف.
اهتمت مجلة «الجيش» بالزيارات الميدانية للفريق ڤايد صالح وهو يشحن الإرادات في البقاء مجندة وعدم اعتبار العمليات العسكرية الناجحة نهاية مطاف المعركة ضد الإرهاب وغاية في حد ذاتها يتوقف عندها كل عمل يقظ، لكن وثبة إضافية وإرادة متجددة ضد هذا الإخطبوط الغادر الذي يحاول استغلال أي تراخي لتكرار جرائمه، مستغلا الفجوات الأمنية وهشاشة الأنظمة الدفاعية لدول الجوار.
أكد الفريق على هذا التجنيد الدائم واليقظة المستمرة كلما حل بموقع عسكري وزار وحدات قتالية في ربوع الجزائر الأمانة الأمينة. ظهر هذا جليا أثناء متابعة الفريق ڤايد صالح نائب وزير الدفاع رئيس أركان الجيش الذي جدد لقادة الوحدات وضباطها وأفرادها ما يحرص عليه رئيس الجمهورية، وزير الدفاع، القائد الأعلى للقوات المسلحة، عبد العزيز بوتفليقة، من توجيهات وتعليمات تشدد على ضرورة مواصلة جهود عصرنة القوات المسلحة وتكوين مواردها البشرية وتخرج نخب من المدارس العليا والأكاديميات العسكرية في مستوى التطلعات والتحديات الأمنية ورهانات الظرف المتقلبة، وما تستدعيه من جاهزية قتالية لا تتوقف في الزمان والمكان.