سجلت مخازن تعاونيات الحبوب الأربعة بإقليم سيدي بلعباس انخفاضا ملحوظا في كميات مادة الشعير التي استقبلتها المخازن منذ بداية حملة الحصاد، حيث لم تتعد الكمية 45 ألف قنطار من جملة 315 ألف من الحبوب بكل أنواعها، وهو الانخفاض الذي تعود أسبابه إلى تغيير الفلاحين وجهتهم وتفضيل بيع محصولهم إلى السوق السوداء بأسعار مغرية تفوق 3 آلاف دج للقنطار.
يحدث هذا رغم نداءات التوعية والتحسيس التي أطلقتها المصالح الفلاحية للدفع بالفلاحين إلى تحويل محاصيلهم إلى التعاونيات، التي تقوم بتحويلها إلى بذور معالجة تمكنهم من مباشرة حملة الحرث والبذر بشكل جيد خلال الموسم الفلاحي.
من جهتهم، أكد العديد من الفلاحين أن العراقيل الإدارية على مستوى التعاونيات وقفت عائقا أمام تحويلهم لمنتوجاتهم ومن ذلك كثرة الوثائق والملفات التي تفرض عليهم لاستقبال محاصيلهم على غرار فاتورة شراء البذور، البطاقة المهنية وبيان المخطط الفلاحي وغيرها، فضلا عن أوقات العمل المحدودة ببعض التعاونيات والتي تنتهي في حدود الرابعة مساءا وهو ما يتنافى مع الأوضاع العامة للعمل التي تفرض على التعاونيات العمل طيلة اليوم لاستقبال محاصيل الفلاحين.
من جهتها، تؤكد إدارة تعاونية الحبوب على إلزامية تقديم الملفات الإدارية وهي الإجراءات الصارمة التي وضعتها الإدارة للحد من الدخلاء والإنتهازيين لتنظيم العمل.
وتنتظر المصالح الفلاحية جني ما نسبته 20 بالمائة فقط من الحبوب مقارنة بالبرنامج المسطر بداية الموسم بسبب انحصار المساحة المسقية إلى حدود 8000 هكتار فقط والتأخر الكبير في التساقطات على جل المناطق الفلاحية بالولاية ما دفع بالعديد من الفلاحين إلى تحويل مساحات هامة من المزروعات إلى كلء.
كما ينتظر أيضا تحويل ما كميته 40 ألف قنطار إلى بذور معالجة ستوزع على الفلاحين مع بداية موسم الحرث والبذر تحضيرا للموسم الفلاحي القادم.
من جهة أخرى احتضن، أمس، مقر الغرفة الفلاحية لسيدي بلعباس لقاءا تحسيسيا حول موضوع مكافحة الدودة البيضاء، والذي جاء بمناسبة انطلاق تنفيذ برنامج معالجة البذور تحضيرا للموسم الفلاحي القادم.
تلقى الفلاحون توجيهات وإرشادات من قبل مختصين لمحاربة هذه الآفة، مؤكدين أن الدودة البيضاء تعد العدو الأول للحبوب رغم أنها تهاجم زراعات أخرى من الجذور، حيث يظهر أولا الطفيلي ليتكاثر بفعل عدة عوامل أهمها استعمال البذور غير المعالجة، الحرث العشوائي وعدم التقيد بالنصائح و الإرشادات الفلاحية.
