أكد المجاهد حميتو عبد الله، أول رئيس بلدية لولاية البيض وأحد رفاق بوعلام بسايح، أن معرفته بالفقيد تمتد إلى سنوات طويلة وفي 2 جويلية 1957 التحق الاثنان بالمنطقة الثالثة البيض حاليا، حيث امرتهم قيادة الثورة بالتحقيق في وفاة أحد مسؤولي الثورة ويتعلق الأمر بالمجاهد يحي بوشريط ومن هناك امتدت العلاقة إلى غاية تاريخ وفاته.
اعتبر المجاهد حميتو أن رحيل بسايح هو فقدان عظيم في الوقت الذي مازالت الجزائر في حاجة إلى أمثاله مساهما في تأطير الأجيال، وله من الحكمة ورص الصفوف ودعم الرابطة لاجتماعية واللحمة القوية، مؤكدا أن للفقيد تأثير عظيم وكبير في الساحة الشبانية إبان الثورة من خلال كتاباته والمواضيع التي تناولها وتطرق إليها سواء في الثورة أو بعد الاستقلال، رغم أنه في سن متقدمة ولكن تلك الغيرة والروح الفذة التي يتمتع بها جعلته الأكثر حضورا في عديد المحطات.
في السياق ذاته يشير سي حميتو، بأن بسايح لديه حكمة كبيرة في ربط أواصر العلاقات سواء كانت المتعلقة بالعمل أو بغيره، وهي روابط قلما نجدها في زمننا هذا، لا يكل ولا يمل، لم تغره المناصب ولا المسؤوليات التي تقلدها في الثورة ولا حتى بعد الاستقلال، بل بالعكس منحته تلك المسؤوليات الثقة الكافية في كيفية التعامل مع المواطنين، بحيث كان الرجل بسيطا ولم تثنه المسؤوليات من قضاء حوائج العديد ممن يقصدونه ويقابلهم بروح الدعابة التي لم ترافقه رغم عقود الزمن
هذه الأخلاق يقول رفيق دربه المجاهد حميتو، بأن بسايح صنع الفارق في التعاطي مع الأشياء خاصة على مستوى الإدارات التي ربما في كثير من الأحيان لم تكن تملك ناصية نضج التعامل في علاقاتها مع المواطنين ما أكسبه مكانة مهمة في قلوب العديد من محبيه.
يضيف المجاهد حميتو بأنه ليس من السهل الجمع بين وظائف وخصال متعددة، الدبلوماسي المحنك والكاتب المغوار والسياسي البارع ومؤلف فيلم بوعمامة، لكن بسايح جمع بين كل هذه الوظائف، يملك ثقافة واسعة من العلوم المعرفية وهي زاد قائم متراكم اكتسبه بسايح على أيدي الشيوخ الذين تتلمذ على أيديهم من بينهم سي قدور بن نعيمي العلامة العظيم ورتبته أنذاك بمثابة البروفيسور، نظرا لغزارة العلم والعلوم التي كان يملكها فهو شيخ كبير ذائع الصيت من مدرستي تلمسان ووهران، كان كثير المطالعة والقراءة فقد حفظ العديد من القصائد لمحمد بلخير، التي اشتغل عليها وعمل على جمعها من مناطق عديدة من الجزائر كالقليعة وورقلة والصحراء الجزائرية.