أحيت سفارة الجزائر بروما أمس السبت، الذكرى الـ10 لتحطم طائرة شحن الخطوط الجوية الجزائرية في 13 أوت 2006 بمدينة بياتشينزا الواقعة في جنوب ميلانو (ايطاليا)، والتي أودت بحياة أفراد طاقمها الثلاثة. وكانت الطائرة من نوع لوكهيد هرقل أل-100-30 تقوم بالرحلة أ.اتش2208 بين الجزائر العاصمة وفرانكفورت (ألمانيا)، حيث تحطمت في حي بيزوريكا دون أن تخلف أي ضحية على الأرض وذلك بفضل يقظة وشجاعة القائد الذي قرر توجيهها في آخر لحظة بعيدا عن المناطق الحضرية. وقد تم تنظيم حفل بهذه المدينة، حيث تم وضع باقة من الزهور أمام النصب الذي أقيم على روح ضحايا هذا الحادث الأليم وهم محمد عبدو (الطيار) ومحمد الطيب بديرينا (مساعد الطيار) ومصطفى قديد (ميكانيكي).
بهذه المناسبة، ذكر سفير الجزائر بايطاليا عبد الحميد السنوسي بريكسي «بالتضحيات التي بدلها طاقم الطائرة وعملهم البطولي الذي لا زال راسخا في ذاكرة سكان المدينة». كما أكد بأن هذا الحفل يعتبر «إشارة تعاطف وتضامن مع عائلات الضحايا وأن التآزر والأخوة ليست مجرد كلمات». من جانبه، نوه عمدة مدينة بياتشنزا باولو دوسي بطاقم الطائرة وحيا «بطولتهم وعملهم الإنساني بعد أن حالوا دون تحطم الطائرة على المدينة وتفادي سقوط ضحايا آخرين بسبب هذه الكارثة المؤسفة».
أما السيدة عبدو التي كانت حاضرة، فقد عبرت عن شكرها للمشاركين نظير «التزامهم من اجل المحافظة على ذكرى زوجها الراحل وزميليه» كما قرأت بذات المناسبة رسالة كلفتها بقراءتها زوجة الراحل بديرينا.
بهذه المناسبة، تم الترحم على ضحايا الحادث بحضور قس حي بيزوريكا، أين تحطمت الطائرة وإمام بياتشنزا مما جعل من هذه المراسم مناسبة للالتقاء والتقارب بين المجموعتين المسيحية والإسلامية بالمدينة، وهي المبادرة التي لاقت استحسان السلطات المحلية في هذه المرحلة الحساسة المتميزة بتصاعد اللاتسامح ومعاداة الأجانب.