دق الأطباء المختصون ناقوس الخطر حول ارتفاع عدد وفيات النساء الحوامل في الجزائر لعدة أسباب، من بينها تهاون النساء في بعض الأحيان من خلال إخفائهن لأمراض يعانين منها كالأمراض المزمنة من داء السكري وارتفاع الضغط الدموي وأمراض القلب التي تساهم بشكل كبير في الرفع من نسبة الوفيات.
في هذا السياق بذلت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات مجهودات جبارة لتخفيض معدل وفيات الحوامل من خلال وضع مخطط استعجالي لتقليص النسبة إلى 50 حالة لكل 100 ألف ولادة حية مع مطلع 2019 مقابل 60.3 حالة لكل 100 ألف ولادة حية في الوقت الحالي.
وبالرغم من الميزانية التي سخرتها الدولة والإجراءات التنظيمية التي تهدف إلى تحسين الحوكمة ومكافحة وفيات الأمهات الحوامل على المستوى الوطني إلا أن النسبة لا تزال مرتفعة بالمقارنة مع الدول التي لها نفس مستوى الدخل مع الجزائر التي أثبتت إحدى الدراسات الدولية أنها تحتل المرتبة 76 عالميا من حيث عدد وفيات النساء الحوامل.
كما سارعت وزارة الصحة إلى تنظيم دورات تكوينيه متواصلة لفائدة القابلات وأطباء التوليد لتدارك هذا الوضع الذي بات يشكل خطرا على صحة الأمهات الحوامل التي تتطلب متابعة جيدة من قبل المراكز المتخصصة في متابعة المرأة الحامل لاسيما بالنسبة للنساء اللواتي تعانين من أمراض مزمنة قد تؤدي بهم إلى الإصابة بمضاعفات خطيرة تفقدهن حياتهن.
وحسب مدير الوقاية وترقية الصحة على مستوى الوزارة إسماعيل مصباح فإن هذا المخطط يرمي إلى متابعة حالة كل امرأة حامل دون إهمال وتسيب من خلال القضاء على الفوارق الجهوية في العلاج وتعزيز مشاركة النساء والعائلات ومستخدمي الصحة العمومية لتحقيق نتائج إيجابية تعود بالفائدة على الجميع.
وكشف مصباح عن وضع ميزانية خاصة باقتناء المستلزمات الطبية الموجهة للتنظيم العائلي والتي تسعى من خلالها الوزارة إلى إنجاح هذا المخطط وتحسين نوعية العلاج والتكفل بالحمل والوضع ومتابعة الأم خلال الأشهر الأولى من الولادة، زيادة على بذل مجهودات أكبر قصد حماية المرأة الحامل من الوفاة خلال تعقيدات الحمل مع ترشيد وتوجيه الحوامل بين المؤسسات الإستشفائية والتأكيد على تسجيل الحامل بمصالح حماية صحة الأم والطفل بداية من الشهر الثالث قصد ضمان متابعة جيدة للحمل.
من جهة أخرى، دعا مدير الوقاية وترقية الصحة إلى ضرورة توسيع وتنظيم تدخل القابلات وتحسين دور المصالح التقنية بالمؤسسات الإستشفائية مع تزويدها بالدم ومشتقاته بصفة منتظمة، بالإضافة إلى مواصلة تعزيز وتطوير التكوين المتواصل لفائدة الأطباء ومساعدي التمريض لتحسين الاستقبال وضمان أحسن تكفل بصحة النساء الحوامل وهو ما جعل الوزارة تقوم بتطبيق توصيات المنظمة العالمية للصحة من حيث التعديلات التي تم إدخالها على دفتر الحمل .