في ساعة متأخرة من ليلة أمس، حطت طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية بمدرج مطار الرائد فراج بتندوف وعلى متنها 293 طفل صحراوي، وتعتبر هذه الرحلة القادمة بخط مباشر من إسبانيا هي الرحلة الثالثة التي يستقبلها مطار تندوف إلى حد الساعة في انتظار رحلات ستصل تباعاً لمطار تندوف.
في تصريح خص به «الشعب» أكد أحمد لحبيب وزير الشباب والرياضة الصحراوي، أن الأطفال الصحراويين المشاركين هذه السنة في برنامج «عطل في سلام» قد فاق 5500 طفل، منهم 5000 في إسبانيا و400 طفل في إيطاليا وأزيد من 150 طفل موزعين على مخيمات صيفية وعائلات في كل من الجزائر، فرنسا وألمانيا، وأوضح ذات المتحدث أن الأطفال المستفيدين من برنامج «عطل في سلام» تتراوح أعمارهم ما بين الـ08 و12 سنة، وبرنامج «عطل في سلام» هو برنامج ذو بعد إنساني وسياسي في آن واحد، وهو كذلك خطوة تسعى من ورائها السلطات الصحراوية ـ يضيف المتحدث - إلى التخفيف من معاناة الأطفال في حياة اللجوء وانتشالهم من قساوة المناخ الصحراوي وسط الخيم وبيوت الطوب والافتقار لأبسط متطلبات الطفل في مثل أعمارهم.
ومن جهة أخرى، أشاد الوزير بالتسهيلات الإدارية الممنوحة من طرف السلطات المحلية و الأمنية بالمطار من أجل تسهيل عملية تسيير الرحلات من و إلى الدول الأوربية، فيما أعرب عن سعادته لمدى التعاون الذي حظيت به العائلات الصحراوية أثناء استقبالهم لأبنائهم في المطار، و هو ما أكده أهالي الأطفال لـ «الشعب»، و الذين أعربوا عن سعادتهم بحفاوة الاستقبال والتنظيم المحكم الذي حظي به الأطفال الصحراويون سواء في توديعهم أو أثناء استقبالهم يوم أمس بمطار تندوف.
وكانت الرحلات المتجهة إلى الدول الأوربية قد انطلقت قبل أزيد من شهر ضمن 32 رحلة جوية تابعة للخطوط الجوية الجزائرية، منها 16 رحلة مباشرة من تندوف إلى الأراضي الأوربية فيما تم تسجيل 16 رحلة أخرى غير مباشرة. من جهة أخرى، أحصت فرقة شرطة الحدود الجوية خلال شهر جويلية الماضي فقط قرابة 110 رحلات جوية بمطار تندوف، منها 72 رحلة داخلية عادية و 10 رحلات تابعة للأمم المتحدة، فيما تم تسجيل 28 رحلة شحن، و يطالب سكان ولاية تندوف بين الحين و الآخر ببرمجة رحلات خارجية انطلاقاً من مطار الرائد فراج بتندوف وخاصة باتجاه العاصمة الموريتانية نواكشوط، واعتبر المواطنون أن إمكانية برمجة رحلات جوية باتجاه نواكشوط قد أشار لها وزير النقل بوجمعة طلعي أثناء زيارته للمنطقة شهر جانفي الفارط، مطالبين بتطبيق تعليمات الوزير و توفير رحلات جوية باتجاه العاصمة الموريتانية الوجهة السياحية والتجارية الأولى لسكان الولاية.