شدد على حوار شامل تشارك فيه كل الأطراف المتنازعة

مساهل يؤكد موقف الجزائر المتمسك بالحل السياسي في ليبيا

جلال بوطي

الوحدة الترابية الليبية خطّ أحمر لا يمكن لأيّ طرف تجاوزه

قال وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية عبد القادر مساهل، أمس، إن الجزائر متمسّكة بمبدإ الحوار السياسي كحل وحيد للأزمة الليبية، مؤكدا على ضرورة إشراك كافة الأطراف المتنازعة في أيّ مبادرة لتجاوز المرحلة الراهنة، قائلا: “إن الجزائر لا تقبل أيّ مساس بالوحدة الترابية الليبية”، معتبرا ذلك خطا أحمرَ لا يمكن تجاوزه.
جدد مساهل موقف الجزائر الدائم لحل سياسي يضمن حقوق كافة الأطراف المتنازعة في ليبيا، مؤكدا على تأييد المجلس الرئاسي الليبي في خوض جولة جديدة من الاجتماعات لجميع الفرقاء على طاولة واحدة لوضع خارطة طريق نهائية لتسوية النزاع، في ظل امتداد التنظيم الإرهابي “داعش” الذي بات أكبر تحدّ يواجه الشقيقة ليبيا، إضافة إلى أزمة الهجرة وضعف الاقتصاد.
واعتبر مساهل، خلال ندوة صحفية عقدها، أمس، على هامش تنشيط المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر، بمقر وزارة الخارجية بالعاصمة، حديث أطراف متنازعة ليبية عن الوحدة الترابية خطا أحمر لا ينبغي تجاوزه، إذا كان الجميع يرغب فعلا في حل سياسي وتجاوز الأزمة والتوجه نحو وضع خارطة طريق نهائية، مشيرا إلى أن الجزائر تتابع عن كثب التطورات الحاصلة، لاسيما بعد استمرار انتشار ما بات يعرف بتنظيم الدولة الإرهابي “داعش” في مدينة سرت.
في هذا الإطار، قال مساهل إن الجزائر مستعدة لتقديم العون للمجلس الرئاسي الليبي برئاسة فائز السراج، لمواجهة التنظيم الإرهابي الذي يسعى إلى التوسع في التراب الليبي، مشيرا إلى أن مساعي الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية متطابقة مع مساعي الأمم المتحدة في تسوية الأزمة وفق حل سياسي يفضي إلى تحقيق حكومة وحدة وطنية.
وقال مساهل، إن الجهود متواصلة لجمع الفرقاء على طاولة واحدة، حيث سيتم عقد اجتماع يضم الأطراف المتنازعة خلال الأيام المقبلة بالجمهورية التونسية، موضحا أن القضية الليبية هي شأن داخلي لا يمكن لأيّ طرف التدخل فيه، مذكرا بالجهود التي تبذلها الجزائر في هذا الجانب، انطلاقا من تجربة المصالحة الوطنية التي باتت اليوم مثالا ناجحا لتسوية النزاعات الداخلية.
كما أشار مساهل، إلى أن الأمم المتحدة تضطلع بدور هام في تسوية الأزمة الليبية ولديها بعثة مكلفة بتحقيق ذلك. مجددا التأكيد على أن الحل يجب أن يكون شاملا وأن يصدر من الليبيين أنفسهم للحفاظ على بلدهم، قائلا: “إن جهود المجتمع الدولي واضحة في هذا السياق، لاسيما دور الأمم المتحدة الفاعل من خلال مبعوثها الشخصي مارتن كوبلر”.
وأعلن مساهل عن عقد عدة جولات حول الملف الليبي بنيويورك، لاسيما من أجل حمل المجتمع الدولي على المشاركة بشكل أكبر من أجل مرافقة ليبيا في هذا المسار، أي من خلال الأمم المتحدة أو الدول الأعضاء في مجلس الأمن. مضيفا، أن الوضع معقد، لكن هناك فرص للمضي قدما نحو تطبيق التزامات قطعها كل الفاعلين في إطار تطبيق اتفاق 17 ديسمبر 2015.
وتطرق مساهل إلى الجهود التي تبذلها الجزائر في المنطقة، من خلال إرساء مبادئ الديمقراطية، حيث سيتم احتضان، نهاية الشهر الجاري، ندوة دولية حول الديمقراطية ومحاربة التعصّب، مبديا أهمية مثل هذه اللقاءات الدورية في تبادل الآراء والخبرات بين الدول، لاسيما في الوقت الراهن الذي يتميز بتنامي ظاهرة الإرهاب المرتبط بالتطرف.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025
العدد 19810

العدد 19810

الإثنين 30 جوان 2025