تعرف محطات البنزين عشية عيد الأضحى المبارك، حركة عادية، عكس ما شهدته المناسبة في السنوات الماضية، من اكتظاظ وطوابير لا متناهية، ويرجع البعض ذلك إلى انخفاض في استهلاك الوقود بعد رفع سعره، أو أن المواطنين قد تخلصوا من هاجس الخوف من نفاده الذي كان يقلق راحتهم، كلما حلت هذه المناسبات.
يبدو أن البيان المطمئن الذي وجهته مؤسسة “نفطال” للمواطنين أصحاب السيارات، قد لقي استجابة من قبل المواطنين، وهذا ما لاحظته “الشعب” خلال تجولها في العاصمة ومرورها ببعض محطات البنزين، حيث لاحظت عدم وجود طوابير طويلة، والقلق والنرفزة كما عهدنا ذلك في المناسبات السابقة.
وقد أرجع أحد المواطنين ذلك، إلى تخلص الجزائريين من الخوف المناسباتي من نفاذ منتجات الوقود، مذكرا أن “نفطال” قد طمأنت بتوفر البنزين، حيث أكدت أن توزيع المنتجات البترولية سيكون مضمونا خلال أيام عيد الأضحى على مستوى جميع محطات البنزين ونقاط البيع لهذه المؤسسة، وذلك 24 ساعة على 24 عبر كامل التراب الوطني، وأشارت إلى أن ذلك وعلى غرار باقي أيام السنة سيتم توفير المواد البترولية.
بينما أرجع مواطن آخر السبب في ذلك، كون المناسبة قد سبقها عطلة نهاية الأسبوع، وهذا ما يعطي للمواطن الوقت الكافي، لملئ خزان سيارته بالوقود، كما أن المناسبة تجعله لا يستعمل سيارته كما اعتاد على ذلك خلال الجمعة والسبت، وبالتالي فهو لا يستهلك كمية البنزين وتبقى مخزنة فسيستعملها خلال زيارته للأقارب يومي العيد.
وقد كان لوسائل الإعلام دور في ذلك، حيث أنها لم تساهم في تغذية الإشاعات والترويج لإمكانية نفاذ الوقود، التي كانت تقوم بها البعض منها، ما ساهم بشكل كبير في طمأنة المواطنين، بأن الأمور ستكون عادية، ولا شيء يدعو للقلق، وهذا ما خلصهم من هاجس نفاذ مخزون محطات البنزين، الذي شكل لديها (أي وسائل الإعلام) مادة إعلامية دسمة.
وبحسب أحد المواطنين فإن مشكل الطوابير قد يتجدد هذه المرة بعد هذه المناسبة الدينية، بعد تلويح مسيري محطات البنزين بالقيام بإضراب عقب عيد الأضحى، للمطالبة بإعادة النظر في هوامش الربح، التي يروا أنها ضئيلة جدا، وتخوفهم من الإفلاس، بعد الزيادة في سعر الوقود التي أقرها قانون المالية لسنة 2016.
