شكلت المنتوجات التقليدية والحلي بنوعيها الفضية، وكل ما يمثل أشياء تذكارية المعروضة عبر الأرصفة المقابلة للشريط الساحلي ببجاية، وجهة الزوار والسياح الذين يشترون هذه السلع التي تعبر عن أصالة أمة وتاريخ وطن وهوية شعب.
حرفيون وبايعو السلع التقليدية استعانوا في هذا النشاط الذي يشبه صالون مصغر بعرض سلعهم بطاولات كبيرة تظهر في شكل جميل، تزينها مختلف المنتوجات التقليدية البديعة والمعروضة للمارة، سواء السياح القادمين من خارج البلاد، أو المنطقة أو الوافدين من شرق البلاد وغربها وجنوبها. “الشعب” كانت حاضرة وتنقل ادق التفاصيل عن هذا النشاط الحرفي بعاصمة الحمادين.
قال الحرفي مكوال لـ«الشعب”: “هذه الصناعات التقليدية لم تلق العناية الكافية التي تليق بها، وتثبت أهميتها كنشاط يدوي يعتبر جزءا من التراث.فهي تعبر عن العادات التقاليد العريقة ونشاط يكشف عن الإبداع في مختلف الصناعات التقليدية الرافضة الذوبان في العولمة الزاحفة حيث التنافس مشتد بين العلامات الكبرى وتدفق منتوجات طايوان المسوقة بابخس الاثمان.”
يشهد الرصيف بمدينة أوقاس حركة غير عادية على طول أيام السنة، حيث يؤمه التجار الحرفيون من كل أنحاء الوطن، حاملين معهم منتوجاتهم التقليدية المتنوعة، ومنها الأواني الفخارية والمنتوجات الجلدية المزخرفة، وأدوات رخامية يبعث منظرها عن الإنبهار.فتجد المارة ينجذبون لهذا النوع من السلع مغتنمين فرصة تسوقهم بهذا الرصيف، الذي أستمد أهميته من المصنوعات التقليدية التي تعرض على طوله، سيما الحلي الفضة واللباس التقليدي، التي تعكس روح ابداع أنامل حرفية ، وتركت بصماتها ولمساتها الفنية المتميزة.
ما يلاحظ كذلك من خلال جولتنا الاستطلاعية أن الأسعار في مجملها معقولة، وفي متناول الزبائن سواء الزوار من خارج الوطن أو داخله او السياح الراغبين اقتناء منتوج اصلي من وطن عشقوه حتى الثمالة ويستمتعون بسحر مناظره وعراقة حضارته الضاربة في الاعماق..
في هذا الإطار، قالت الحرفية صبرينة “هناك اهتمام بالغ بمنتوجنا وشرائه باعتباره يتوفر على خصوصية وتمايز وتنوع. هذا التهافت على شراء المنتوج التقليدي “صنع في الجزائر”، رسالة إلى المعنيين بوجوب العناية اكبر بالحرف في الجزائر والاهتمام بها ودعمها سواء ماديا أو معنويا، وتوفير المناخ المناسب لممارستها والمحافظة عليها، لأنها تندرج ضمن التراث الإنساني الذي يستحق المحافظة عليه، و توريثه للأجيال القادمة لأنه يمثل جزها من الشخصية الوطنية.”
وواصلت صبرينة في تصريحها ل«الشعب”:« نحن المهتمين بهذا المجال الفني الراقي نطالب بضرورة خلق سلم خاص بكافة الصناع الحرفين، ثم العمل على تصنيفهم حسب نوع الصناعات اليدوية التي يمارسونها، والمحافظة على هذه الصناعات من الزوال، ومن مجرد عرضها كسلع يرتقى بها كصناعة قائمة بحد ذاتها، وتفرض نفسها في الأسواق الداخلية والخارجية خاصة، وأن تلقى هذه المنتوجات التقليدية رواجا كبير ولها جمهورها الفاض الذي يقدرها ويسعى لكسبها و الحصول عليها.”
في انتظار تحقيق هذا المشروع، يبقى الأمل الوحيد أمام الحرفيين المنتجين للصناعات التقليدية، عرض منتوجاتهم وتسويها بالمناطق السياحية التي تجذب السياح تماشيا والسياسة الوطنية في تنويع الاقتصاد تلعب فيه الحرف حلقة مفصلية وترفع نسبة مساهمتها في الدخل الوطني الذي يبقى ضئيلا بعيدا عن التطلعات والاهداف..