أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر3، د.عبد العزيز جراد لـ«الشعب”، أهمية استمرار حركة عدم الانحياز كفضاء لطرح الحلول السلمية للأزمات الدولية، وقال إنها منتدى مناسب لتجديد المواقف الثابتة تجاه تصفية الاستعمار وتطبيق لوائح الأمم المتحدة خاصة في قضية الصحراء الغربية.
يرى جراد، أن ثقل حركة عدم الانحياز في المشهد الدولي، يكمن في الحفاظ على التصورات السياسية والدبلوماسية المنافسة لمنطق الهيمنة الذي تتبناه قلة قليلة من الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال أن القمة الأخيرة للحركة التي احتضنتها جزيرة مارغاريتا بفنزويلا، شكلت فرصة سانحة لتجديد مواقف الدول الأعضاء من القضايا الدولية القديمة والجديدة، خاصة ما تعلق بتصفية الاستعمار ومبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها.
وذكر عبد العزيز جراد، بأن حركة عدم الانحياز من المجموعات الدولية القليلة التي لازالت تدافع عن المبادئ الأممية الراسخة وتدافع عن القضايا العدالة، موضحا أنها أعطت الفرصة للجزائر وبلدان تقاسمها نفس الرؤية لتجديد الدعم لجمهورية الصحراء الغربية المحتلة ودعوة مجلس الأمن الدولي للوفاء بالتزاماته تجاه الشعب الصحراوي بتطبيق لوائح خاصة إجراء استفتاء تقرير المصير.
وعن سبل تفعيل دور الحركة في المشهد الدولي في ظل التغييرات الجيواستراتيجية الحاصلة، أفاد أستاذ العلوم السياسية، بوجود أطروحتين، الأولى تعتقد بنهاية صلاحية هذه المجموعة وعدم فعالية دورها واعتبارها مجرد محاولة من دول العالم الثالث لإسماع صوتها.
وأضاف أن الأطروحة الثانية ترى عكس ذلك، وتؤكد ضرورة استمرار الحركة التي تأسست سنة 1961، رغم هيمنة بعض الدول على رسم السياسات الخارجية واحتكارها للقرار الدولي كالولايات المتحدة وأعضاء مجلس الأمن، لوضع حلول بديلة للأزمات الدولية عبر الحوار والتشاور.
واعتبر أن الحركة ستظل كمنتدى عالمي هام، للمرافعة من أجل نظام عالمي جديد يضمن التوازن للعلاقات الدولية، ويعطي لبلدان العالم الثالث الفرصة للعب دور سياسي ودبلوماسي لوضع آليات جديدة للتعامل مع النزاعات والأزمات المتفاقمة في الشرق الأوسط وأفريقيا ومختلف مناطق العالم.
وذكر عبد العزيز جراد، أن الحركة تأسست على ضوء صراع القطبية الثنائية مطلع الستينات، حيث قررت مجموعة من الدولة التكتل في معسكر واحد بدل الانتماء للقطب الشرقي بقيادة روسيا أو الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار إلى أن المعطيات الدولية الراهنة تغيرت، وتضاءلت هيمنة أمريكا على الساحة الدولية، بالعودة القوية لروسيا وبروز الصين كقوة اقتصادية وتكنولوجية منافسة ومحاولة مجموعة البريكس والاتحاد الأوروبي التأثير في القرار الدولي، ما يبقي ـ حسبه ـ على مبرارات استمرار حركة عدم الانحياز.