احتضنت دار الثقافة لولاية تيزي وزو، نهاية الأسبوع، ندوة فكرية وطنية حول سبل تلقين الذاكرة الوطنية للطفل بمبادرة لمتحف المجاهد بالولاية حضرها مجاهدون وأساتذة باحثون مختصون في التاريخ، وكذا تلاميذ الأطوار الابتدائي والمتوسط، هدفها إعادة ربط جسور التواصل بين جيل الثورة والجيل الحالي من الشباب ومحاربة ظاهرة النسيان التي تطال الذاكرة الوطنية..
دعا الدكتور ايكوفان شفيق، من جامعة مولود معمري في مداخلته «إلى ضرورة إعادة النظر في الوسائل الكلاسيكية لعملية التلقين باعتبار أن طفل اليوم لا يشبه على الإطلاق الطفل في التسعينيات من القرن الماضي»، عليه اقترح الأستاذ بالمناسبة إقحام الوسائط التكنولوجية في عملية التعريف بالذاكرة التاريخية على غرار التطبيقات عبر نظام « الأندرويد « وخلق مضامين رقمية تحاكي التاريخ الجزائري من شأنها أن تستهوي الطفل عبر أجهزته المحمولة.
ركز المحاضر على وسائل الإعلام باعتبارها رافدا مهما في هذه النقلة على غرار التلفزيون، كإنتاج رسوم متحركة تقص التاريخ الوطني وبث ومضات اشهارية معبرة عن الثورة، فضلا عن نشر قصص أطفال تحكي التاريخ الوطني، كما دعا الأستاذ ايكوفان إلى إعادة الاعتبار للشواهد الحية ونقل الطفل للميدان من أجل الاطلاع على الموروث التاريخي، بدلا من الاعتماد على الكتاب المدرسي الذي أصبح لا يؤدي سوى دورا بيداغوجيا، مؤكدا «أن هذه البدائل المقترحة وغيرها لا تكلف خزينة الدولة الكثير ومن شأنها إحداث نقلة نوعية في رهان نقل مشعل الثورة وترسيخ القيم التاريخية في ذاكرة الطفل»..
من جهة أخرى، أجمعت التدخلات والشهادات الحية التي قدمها مجاهدو المنطقة على أهمية حماية الذاكرة التاريخية الوطنية، ودعوا بدورهم إلى ضرورة إعادة الطفل للمشهد التاريخي قبل توسع الشرخ الحاصل، مشيدين بالجهود الحثيثة التي تبذلها كل من وزارة المجاهدين ووزارة الثقافة في هذا الاتجاه، غير أن الأمر يبقى مرهونا بإشراك مختصين وأكاديميين في هذا المجال الحساس.