يحيي رجال الاعلام أو مهنة المتاعب كما يصطلح عليه باليوم الوطني للصحافة في جو يتّصف بالمنافسة، زيادة على تنظيم القطاع تشريعيا باستحداث سلطة ضبط وأخلاقيات المهنة قريبا، غير أنّ المتاعب تتزايد بالمهنة حسب إعلاميي ولاية تيارت.
واغتنمنا فرصة تجمّع الإعلاميّين بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني الذي نظّمته على شرفهم المديرية الولائية للامن وقامت بتكريمهم، وقمنا بطرح سؤال محوري على بعضهم مفاده كيف يرى رجال الاعلام ولاسيما الصحافة المكتوبة التعامل مع المسؤولين فيما يخص تقصي الخبر؟ وقد تباينت آراء هؤلاء.
❊ سليمان بودالية من “الشروق”
«أرى أنّ الوصول إلى خبر أو تقصّي مصداقيته يتطلب مهارة أو علاقة أو تحايل لانتزاع الجواب، ولا سيما من المسؤولين المحليين والمنتخبين الذين يتهرّبون من تأكيد الاخبار، ويتفنّنون في نفي السالب منها أو الذي يمس بمصداقية عملهم ــ حسب اعتقادهم ــ وعلينا كإعلاميين نقل الخبر، ونحتار أحيانا لتأكيد الخبر من نفيه رغم حصولنا على جميع المعلومات عن كثب أو حضورنا للاحداث، غير أن المهنية تتطلّب نقل الخبر من المصدر ونضطر احيانا للتحايل حتى لا يفوتنا الخبر، كطرح سؤال على مسؤول بطريقة ملتوية نحصل على التأكيد من خلالها وتكون لنا حجة للمصداقية، لذا نطالب من المسؤولين مدّنا بالخبر اليقين، ولا نريد غير ذلك”.
❊ فوزي املال من “الوطن”
«لا أخفي عليك أنا شخصيا أؤكّد أنّ حصولي على معلومات من مسؤول صعب الحصول عليها، ولا سيما الادارات التي لها مكلفون بالاعلام لا يقومون بواجبهم كما ينبغي، وعند الاتصال بهم يطلبون منك التريث أو الاتصال مستقبلا حتى يمر الحدث أو الخبر، وإذا حصل ذلك يكون بيانا متأخرا ولا يشمل جميع المعلومات. نطالب بمناسبة اليوم الوطني للصحافة بفتح المجال للاعلاميين الذين هم شريك لجميع السلطات أن يسهلوا مهمة الصحفي التي يخولها له القانون وتقتضيها أخلاقيات المهنة. وأنا ضد نشر خبر من أجل النشر بل من أجل تنوير الرأي العام ومواكبة التطور الإعلامي”.
❊ قاسم بودالي من “كاب واست”
«في الحقيقة عدا مصالح الدرك الوطني و مصالح الامن، نجد صعوبة للحصول على الخبر ولا سيما ما يتعلق بانشغالات المواطنين من طرف رؤساء البلديات والمسؤولين على مستوى بعض الادارات، فقد نضطر أحيانا إلى عدم نشر بعض الأخبار نراها مهمة بسبب عدم تمكّننا من تأكيد الخبر أو حتى نفيه. وأضمّ صوتي إلى أصوات زملائي، وأطالب بفتح المجال للحصول على الاخبار بسهولة وفي مدة وجيزة لأن الاعلام كالبرق لا ينتظر التريث. وبالمناسبة نطالب الادارات ولا سيما الجماعات المحلية باعتماد مكلفين بالاعلام حتى نتفادى البحث عن المسؤولين”.