الدكتور محمد هدير أستاذ بالمدرسة العليا للصحافة:

وسائل الاتصـال آليـــة لصنع الــرأي العـام

حياة. ك

أكد الدكتور محمد هدير، أستاذ بالمدرسة الوطنية العليا للصحافة، أن المسلسل الأمريكي، الذي سيعرض يوم 26 أكتوبر الجاري، ويصور جنوب الجزائر كهدف لصاروخ نووي، لأنها تأوي جماعة إرهابية تهدد واشنطن، لا يشكل خطرا على الجزائر، “ولا يجب أن نعطيه أكثر من حجمه”.
اعتبر الدكتور هدير خلال ندوة نقاش بمنتدى “الشعب”، حول “دور وسائل الإعلام والسينما في صناعة الرأي العام”، أن هذا المسلسل يدخل ضمن الصناعة السينمائية الأمريكية وهو يشكل نوعا من الدعاية التي تبحث في كل موعد انتخابي (الرئاسيات) عن عدو محتمل من خلال اللجوء إلى الأفلام، لتخويف الرأي العام به ولجعله يهتم بهذه الانتخابات، لأنه في الغالب المواطن الأمريكي لا يلقي اهتماما لهذه الأخيرة، مشيرا إلى الدعاية عن طريق الأفلام التي لجأ إليها البنتاغون في رئاسيات 2004 و2007، حيث تغيّر العدو من القاعدة تحت إمارة ابن لادن، إلى إيران كعدو يهدد أمريكا “بالسحق”.
وقال هدير، إن المسلسل الأمريكي، الذي جعل جنوب الجزائر هدفا لصاروخ نووي، يدخل في إطار الدعاية التي استهدفت، من خلال الصناعة السينمائية، هذه المرة، الجزائر. ما يعني كذلك، أن هناك تفكير في المنطقة. موضحا في هذا السياق، أن الانتخابات القادمة لأمريكا تحتاج، بحسبه، إلى أفكار تنتجها المخابر، بمن فيهم المثقفون والسينمائيون، إلى موضوع يشغل ويؤثر في الرأي العام الأمريكي حتى يتخندق مع سياسته الخارجية، التي يعتمد عليها المرشحون في الرئاسيات من خلال حملاتهم الانتخابية.
لكن لا يجب أن نعطي الأمر أكثر من حجمه وأكثر مما يستحق. مؤكدا، إلى درجة اليقين، أن الولايات المتحدة الأمريكية تعرف إمكانات الجزائر وعقيدة الشعب الجزائري، وتدرك جيدا أن سياسة التخويف لا تجدي نفعا. كما أن الولايات المتحدة الأمريكية، تتعامل بمنطق المصالح “لا عدو أبدي ولا صديق أبدي وإنما مصلحة دائمة”. لذلك، يجب الحفاظ عن المصالح مع هذا البلد، الذي يعتبر الجزائر شريكا وقد تأكد لعدة مرات من قبل الجهات الرسمية، بما في ذلك السفارة الأمريكية بالجزائر.
كما اعتبر أن الجدل الذي أثير حول هذا المسلسل واهتمام الشعب الجزائري بشؤون البلد وبالسياسة الخارجية وبما تفكر فيه أميركا في المنطقة وفي الجزائر على وجه أخص “أمر إيجابي”. وهذا ما يدل، بحسبه، على أن الجزائريين لا يستهلكون (أخبارا وأفلاما وغيرها...)، مشيرا من جهة أخرى، إلى أن هناك تفكير في المنطقة.
ونظرا لأهمية الدعاية ووسائل الإعلام في توجيه الرأي العام، دعا هدير الصحافة الجزائرية، بمناسبة اليوم الوطني للصحافة، “للاحتفاظ بالجزائر على رؤوسهم”، بنفس المنطق والتفكير الذي تسيّر به أمريكا شعبها وتسير به العالم.
بعدما ذهبت تعليقات الجزائريين إلى أن هذا الفيلم لا يبشر بالخير، وأن هوليوود غالبا ما تكشف عمّا تنوي الإدارة الأمريكية القيام به.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025