مدير المجاهدين من منتدى الجمهورية:

الحفـــــاظ على الذاكــــرة الوطنيـــــة فــــرض عين

وهران: براهمية مسعودة

دعا سيد أحمد طراري، مدير المجاهدين لولاية وهران، إلى الحفاظ على قاموس الثورة بانتصاراتها وبطولاتها وفضائلها، مذكّرا بأن المادة التاريخية الخام في طريق الزوال ولابد من مجابهة الزمن لجمع المعلومات وتقصي الأحداث من أفواه الذين صنعوها، لاسيما وأنّ أعدادهم في تناقص مستمر بسبب الوفاة.
جاء ذلك خلال كلمة مقتضبة، ألقاها طراري، أمس، على هامش منتدى الذاكرة لجمعية «مشعل الشهيد»، الذي كرم بالمناسبة المرحوم المجاهد الحاج بن علا، أحد قادة الولاية الخامسة التاريخية البارزين، في حضور قامات ثورية أثبتت من جديد أنها ماتزال تحافظ على ذاكرة قوية، تكفي لكتابة مجلدات.
التظاهرة، التي احتضنتها جريدة «الجمهورية» في مقرها بوهران، في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى 62 لاندلاع الثورة التحريرية، قطع خلالها المدير الولائي للمجاهدين وعدا بمواصلة مثل هذه اللقاءات والإكثار منها، لتأثيراتها الكبيرة في تشكيل الهوية، وحفظ كيان المجتمع. مؤكدا، أنها من أهم بنود مشروع ورقة طريق وزارة الطيب زيتوني، التي أعلن عنها خلال الاجتماع التقييمي الذي جمعه، الأسبوع المنصرم، بإطارات القطاع.
ومن هذا المنطلق، أعلن نفس المسؤول عن تخصيص 50 زيارة ميدانية إلي منازل المجاهدات والمجاهدين المقعدين، تدخل، بحسبه، في إطار برنامج فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، القاضي بجمع الشهادات الحيّة وكذا الوقوف على احتياجاتهم عبر مختلف ولايات الوطن، الشاهدة على أعظم الثورات الإنسانية في التاريخ الحديث.
من جانبه أشاد بلحاج محمد، دكتور في التاريخ بجامعة سيدي بلعباس، في تصريح لـ «الشعب»، بما توليه حكومة الجزائر من اهتمام خاص بتوثيق الأحداث التاريخية في الجزائر، ودعمها المتواصل للمؤرخين والأساتذة الجامعيين، مشيرا إلى أن «هناك محاولات جادة لإخراج التاريخ من وصاية الأسرة الثورة وإسناده للأكاديميين».
وتابع بلحاج، أن «كتابة التاريخ في الجزائر ليس لها خصوصية وأنها عملية مجذرة في مرحلة متجددة مبنية على الوثائق الموجودة والشهادات المحصلة عنها ومعطيات المناخ السياسي، قائلا في هذا الإطار: المرحوم المجاهد الحاج بن علا، ضحية مرحلة معينة، نظرا لمواقفه المخلصة لرئيسه الراحل أحمد بن بلة. وهو من عائلة فقيرة، بنى نفسه من العدم، نال شهادة التعليم الابتدائي، بدأ العمل في سنّ مبكرة وانخرط في الحركة الوطنية وسنّه لم يتعد 14 سنة، حيث وجد نفسه مجندا مسخرا في حملات تحرير فرنسا، إبان الحرب العالمية الثانية، إما من قبل حكومة فيشي، في إطار ما يسمى بالتنظيمات الشبانية الشبيهة بالكشافة الإسلامية أو في الجيش الفرنسي بقيادة الجنرال ديغول.
وبحسب البروتريه الذي قدمه نفس المتحدث، فإن النضال السياسي والتكوين العسكري للمجاهد الحاج بن علا، أهّله ليكون عنصرا مهمّا في عملية البريد المركزي المعروفة. وبعد إلقاء القبض عليه من قبل جيش المنظمة الخاصة، سجن لمدة 3 سنوات، ليطلق سراحه سنة 1953 في زمن صعب، بالنسبة للجزائر والحركة الوطنية، بسبب الصراع بين المصاليين والمركزيين والذي زاد من الضغوط على الثوريين الجزائريين الذين آلوا على أنفسهم القيام بإعادة بعث مشروع تحرير الوطن بالعمل المسلح.
كما كان من بين الشخصيات المعول عليها في إعادة إحياء خلايا المنظمة الخاصة في وهران وبعض مناطق الغرب الجزائري، وهي الخلايا التي فجرت الثورة، فيما ألقي عليه القبض بعدما أتم بنجاح مهمته الخاصة في المغرب لجلب الأسلحة بنجاح التي ساهمت في امتداد هجومات الشمال القسنطيني.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19463

العدد 19463

الإثنين 06 ماي 2024
العدد 19462

العدد 19462

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024