دافع، أول أمس، رئيس المجلس الشعبي الولائي لباتنة، صحراوي لخميسي، بقوة على حق الأغلبية في تغيير تشكيلة المجلس من نواب الرئيس ورؤساء اللجان واحترام حق الأقلية في التعبير بكل حرية عن أرائها، بعدما لاحظ أعضاء المجلس يؤكد صحراوي لخميسي عدم قيام نائبين للرئيس بالواجبات الموكلة لهم على أكمل وجه.
وقد شهدت قاعة المداولات الكبرى خلال انعقاد أشغال الدورة العادية الثالثة للمجلس الولائي حربا كلامية قاسية بين بعض أعضاء المجلس الشعبي الولائي وتبادل للتهم، حيث اتهم نائبين رئيس المجلس بالتسيير الانفرادي لهذه الهيئة المنتخبة في حين رد هو بتطبيقه الصارم للقانون الداخلي للمجلس وقانون الولاية بحذافيره، بخصوص مراقبة تسيير الأعضاء لبعض اللجان وتأدية النواب لواجباتهم في مساعدة الرئيس في تسير الهيئة والتكفل الجدي بانشغالات المواطنين.
وبعد مد وجز طالب 4 أعضاء بتأجيل الدورة العادية الثالثة للسنة الحالية وفي حضور الوالي ومدراء الهيئة التنفيذية ونواب البرلمان بغرفتيه، ليحيل الرئيس طلبهم على التصويت والذي قوبل بالرفض وبشدة من طرف 45 عضوا والذين بدورهم طالبوا صحراوي لخميسي بإجراء حركة تغيير في منصبي نائب الرئيس ليعرض عليهم الأمر مجددا للتصويت والقبول وهو ما تحقق لتنفجر بعدها القاعة بالتنديد من طرف النائبين الذين أحالهما الرئيس على المحكمة الإدارية في حال لمسا إجحافا في حقهما.
وقد بينت أشغال الدورة عن تحكم كبير لصحراوي لخميسي في تسيير الجلسة بحنكة وقوة صبر وثبات فأحترم حقوق جميع الأعضاء المعارضين والموالين في التعبير عن أرائهم بحرية وفي أجواء من الديمقراطية والشفافية وهي الحقيقة التي لم ينكرها حتى المعارضون.
وعقب انتهاء أشغال الدورة أكد صحراوي لخميسي حرصه الشخصي على ضمان أكبر قدر من الشفافية في التسيير ودعوته المستمرة للأعضاء الـ47 تغليب المصلحة العامة للولاية على المصالح الشخصية والحزبية الضيقة متعهدا بفتح أبواب الحوار كالعادة مع جميع الشركاء بما فيهم الأعضاء الغاضبون خاصة وأن العهدة الحالية تميزت بأداء جيد لكل أعضاء المجلس وبدون استثناء ولم يبق منها سوى بعض الأشهر المعدودة.
والي باتنة محمد سلماني والذي حضر الجلسة وبقي يتفرج على النقاش القاسي للأعضاء ولم يتدخل مطلقا لاحترامه لهيئة المجلس ولكونه ضيفا كباقي ضيوف الدورة واكتفى بالرد على انشغالات الأعضاء بخصوص بعض النقائص المسجلة في عدة قطاعات حيوية متعهدا بأخذ أرائهم بعين الاعتبار في المستقبل والتكفل بتلك الملاحظات في حيينها.