دعا عبد العزيز بلعيد رئيس جبهة المستقبل، أمس، إلى الاستفادة من دروس الماضي المستقاة من الثورة التحريرية التي قادها أجدادنا وآباؤنا والابتعاد عن الأنانية والمصالح، من أجل الإبقاء على الجزائر واقفة والتضحية من أجل هذا الهدف السامي في ظل الظروف الاقتصادية التي تفرض الوحدة والتلاحم وتعزيز الجهود والاستثمار فيها لا في الخارج والإبقاء عليها قوية لمجابهة كل التحديات.
قال بلعيد خلال تجمع شعبي نشطه بولاية الشلف، إن الجزائر هي ملك كل الجزائريين وتاريخها قوي وعريق ونتباهى به ولا يجب الخجل به، ولابد من الاستفادة منه في بناء الجزائر وتسييرها لتصل إلى بر الأمان.
وتطرق بلعيد إلى الوضع الاجتماعي والاقتصادي الذي تعيشه الجزائر من خلال تحليله للإضرابات الأخيرة والتي أفرزها قانون العمل وتحديدا ما تعلق بملف التقاعد، مشيرا إلى أن الظرف الراهن يفرض فتح حوار بنّاء وحقيقي ليس فقط مع النقابات بل مع الشعب الجزائري، والاستناد في ذلك إلى تقديم القراءة الحقيقية حول المشهد الاقتصادي والمشاكل التي تواجه الجزائر حتى يستجيب الكل ويتخندق في التوجه الذي تضعه الدولة للمرحلة المقبلة والخروج من الأزمة.
وأوضح رئيس جبهة المستقبل، أنه يتعين على الحكومة ألا تتعامل مع الشعب الجزائري على أنه قاصر أو عاجز عن تسيير مصالحه، بل بوعي وذكاء وإشراكه في التسيير أثناء البحبوحة حتى يكون بجنبها في وقت الأزمات.
من جهة أخرى، انتقد بلعيد الترسانة التشريعية، لاسيما تلك المرتبطة بالواقع الاجتماعي والاقتصادي للشعب، من خلال افتقادها إلى نظرة استشرافية. ففي كل مرة تصدر قوانين ظرفية لا تخضع لدراسات حقيقية ودون تحديد تداعياتها ومآلاتها وانعكاساتها في وقت الأزمات، وهو ما حدث، بحسبه، بخصوص ملف التقاعد.