كشفت مديرة المجاهدين لبومرداس حبيبة بوطرفة، في حديث لـ «الشعب»، أن عملية تسجيل شهادات صناع الثورة متواصلة وفق الرزنامة التي أعدها المتحف الوطني، حيث يتم كل يوم خميس استقبال شخصيات ثورية لتقديم شهاداتهم التاريخية حول مختلف الأحداث التي عايشوها إبان الثورة، سواء بالولاية الرابعة أو مناطق أخرى.
اعتبرت السيدة بوطرفة، «أن التنسيق مع المتحف الوطني للمجاهد في مجال جمع الشهادات تسير بوتيرة إيجابية، من خلال تخصيص مكتب للقيام بالعملية والهدف من ذلك الوصول إلى جمع أكبر قدر ممكن من الشهادات كمادة أولية بإمكانها مساعدة المؤرخين والباحثين على كتابة وتدوين جانب مهم من التاريخ الثوري للمنطقة. كما أن المهمة لا تقتصر فقط بمثل هذه الشهادات المبرمجة، بل يتم استغلال كذلك مختلف النشاطات التي تقوم بها مديرية المجاهدين خلال المناسبات الوطنية التاريخية، كالمحاضرات والندوات الفكرية التي ينشطها مجاهدون واكاديميون، في انتظار رفع التجميد على مشروع إنجاز المتحف الولائي الذي بإمكانه المساهمة في جمع وحفظ ذاكرة الولاية بكل ما تختزنه من كنوز مادية ولامادية عن الثورة التحريرية.
حول مشروع صيانة وتهيئة مقابر الشهداء ومراكز التعذيب عبر بلديات بومرداس، كشاهد على الجرائم البشعة التي ارتكبها المستعمر الفرنسي في حق الشعب الجزائري، أكدت مديرة المجاهدين «أن العملية في حقيقة الأمر هي من مهمة البلديات، لكن مع ذلك لم يمنع المديرية، بالتنسيق مع الجمعيات ذات الطابع التاريخي التي تربطهما اتفاقية تعاون، قد قامت بعديد العمليات، على غرار إعادة الاعتبار لمقبرتي سي مصطفى وتيجلابين، في انتظار عملية تهيئة مقبرة الشهداء لبلدية تيجلابين هذه السنة اعتمادا على ميزانية المديرية التي تستفيد منها من الولاية والإدارة المركزية، أو عن طريق الدعم الذي تتلقاه الجمعيات الناشطة في مجال إحياء مآثر الثورة والتعريف برموزها.
في موضوع ذي صلة بالحدث الوطني، وبمناسبة إحياء الذكرى 62 لثورة أول نوفمبر المجيدة، سطرت السلطات الولائية لولاية بومرداس، بالتنسيق مع مديرية المجاهدين وهيئات محلية أخرى، برنامجا ثريا بالنشاطات الثقافية والفكرية وحتى الرياضية سينطلق، مساء اليوم، بتدشين مقر ديوان مؤسسة الشباب بالحي الإداري الجديد وسط المدينة، تسمية مقر دار الشباب ببومرداس باسم أحد شهداء الثورة بالمنطقة، إعطاء إشارة الانطلاق للقافلة التحسيسية حول السلامة المرورية، في حين سيشهد ملعب الشهيد جلالي بونعامة عدة أنشطة رياضية، منها عرض لمدارس كرة القدم، رياضة الفنون القتالية، حضور نهائي كأس بومرداس بين فريقي الأمن الوطني وقطاع التربية.
أما الفترة الليلية، أي سهرة الأثنين، فسيتم تقديم محاضرة حول «التحليل الموسيقي للنشيد الوطني الجزائري» من طرف مفتش التربية الفنية رابح الأصقع، إضافة إلى حفل فني لفرقة محمد الراوي قبل رفع العلم الوطني، على أن يتوجه، صباح اليوم الفاتح نوفمبر، الوفد الرسمي للمعلم التذكاري وسط المدينة لقراءة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء، إعطاء إشارة انطلاق سباق العدو، تسمية وتدشين مركب التنس بقورصو، حضور نشاطات ثقافة وفنية بدار الشباب سعيد سناني واختتام برنامج الاحتفالية بتقليد الرتب لموظفي الحماية المدنية بولاية بومرداس.