اعتبر الشعب الذي لا يقرأ تاريخه فاشل

الكتاب التاريخي في الجزائر يشهد نقصا كبيرا رغم أهميته

صونيا طبة

أكد المجاهد والبروفيسور محمد الصالح الحسناوي، أن الكتاب التاريخي الذي يتضمن حقائق عن الثورة الجزائرية يشهد نقصا كبيرا، رغم أن تاريخ الجزائر لا يخلو من وقائع وأحداث أليمة عاشها الشعب الجزائري بكل أطيافه إبان الحقبة الاستعمارية لأزيد من قرن و32 سنة.
خلال منتدى جريدة «الشعب» الذي نشطه، أمس، المجاهد والأستاذ محمد الصالح حسناوي بالصالون الدولي للكتاب، أوضح أن الجزائريين، لاسيما الجيل الحاضر، من حقهم أن يكتشفوا الجرائم والإبادات الجماعية المرتكبة من قبل الاستعمار الفرنسي الغاشم في حق أجدادهم من خلال نقل شهادات حية لمجاهدين عايشوا آلام تلك الفترة وقدموا تضحيات جبارة من أجل الحصول على الحرية والاستقلال.
في ذات السياق، عرض المجاهد حسناوي كتابه ‘الاستعمار الفرنسي للجزائر حصيلة جمر ورماد»، ضمّنه شهادات حية عن مجازر ارتكبت في 1875 في منطقة العامري التي راح ضحيتها ٢٤٠٠ شهيد في تلك الفترة، إلا أنها لم تذكر في كتب التاريخ والأبحاث الموجودة، بل أصبحت في ذاكرة النسيان، رغم وقائعها الأليمة الحقيقية التي تدين بقوة الجرائم التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في حق الشعب الجزائري.
وأضاف المجاهد، أنه حاول نقل بعض الأحداث المهمة التي وقعت في فترة الاستعمار الفرنسي ابتداءً من 1830 من انتهاكات غير إنسانية بعد أن لجأ الفرنسيون إلى استعمال كل وسائل التعذيب والبطش، موضحا أنه يملك جميع الأدلة التي تثبت المجازر التي ارتكبها الاستعمار في حق الشعب الجزائري، إلا أن دار النشر الذي اضطر المجاهد التعامل معها بفرنسا، قامت بحذف تلك الصور التي تدين جرائمها البشعة ولم تقبل نشرها في كتابه، الذي كشف عن حقائق كانت في السابق مجهولة لدى الرأي العام.
كما أفاد حسناوي، أن عمليات الإبادة الجماعية التي طالت الجزائريين في الفترة الاستعمارية من 1830 إلى غاية 1962 تحتاج إلى شهادات حية وصور واقعية تثبت بشاعة الممارسات الفرنسية، حتى تعترف فرنسا بالانتهاكات التي كانت ترتكبها في حق الشعب الجزائري والتي طالت حتى الأطفال.
ودعا البروفيسور حسناوي شباب المستقبل إلى ضرورة الاطلاع على واقع معاناة الشعب الجزائري ومختلف الوقائع التي جرت إبان الحقبة الاستعمارية، حتى لا يكونوا أمة جاهلة لتاريخ عظيم لعب خلاله أجدادهم دور الأبطال، كونهم لم يستسلموا لسلاح المستعمر، بل ضحوا بأنفسهم في سبيل الاستقلال، مشيرا في ذات السياق إلى أن البلد الذي يجهل تاريخه ولا يعطيه قيمته الحقيقية له أهمية سيكون مستقبله فاشلا.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025
العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025