متى تعترف فرنسا بعدالة القضية الصحراوية؟؟؟

فتيحة. ك

هل يكون حل القضية الصحراوية بعيدا عن حق الفيتو الفرنسي، الذي أصبح حجر عثرة أمام الجهود الدولية من أجل إخراج الاحتلال المغربي من الأراضي الصحراوية؛ تعنت ومراوغة تقوم بها هذه الدولة بغية إعطاء المغرب الوقت الكافي لترتيب أموره وتمديد معاناة الشعب الصحراوي.
المتتبع لتطورات القضية الصحراوية، يتأكد أنها تعاني بسبب التعنت المغربي المسنود بدعم فرنسي أصبح الدرع الحامي للمصالح المغربية، رغم أنها تدعي الديمقراطية وحماية الحريات. لكن عجز الأمم المتحدة من تجاوز الجدار الفرنسي يجعلها العقدة التي يجب حلها بسرعة، لأن الإبن المدلل يراوغ ويستفز الجانب الصحراوي إلى أقصى حد من أجل إخراجه عن السيطرة حتى يجد لنفسه الحجة أمام المجتمع الدولي. لكن هيهات أن يكون عدم احترام الشرعية الدولية سببا لتحقيق مآرب على حساب الشعب الصحراوي وحريته.
ساهمت العرقلة الفرنسية، إذاً، في تقوية الغرور المغربي وجعلته يؤمن بأكذوبة مغربية الصحراء الغربية؟؟، رغم المواقف المنددة والرافضة لهذا الاحتلال الغاشم والذي يعتبره الكثيرون عارا على الإنسانية، كونها آخر مستعمرة في إفريقيا. ولكن ما يحيرني أن هذه الدولة الأوروبية لم تتعظ من الثورة التحريرية الجزائرية ولم تع الدرس الذي لقنها إياه الرجال الأحرار بكل المناطق الجزائرية في أنه ما ضاع حق أبدا وصاحبه يطالب به، مهما طال الزمن، لأن الوطن مفدى بالغالي والنفيس، والشعب الصحراوي يناضل إلى آخر قطرة من دمه من أجل تحرير بلاده.
الموقف الفرنسي المساند للاحتلال المغربي يجعلنا نتساءل، عن جدوى الأمم المتحدة في ظل امتلاك خمس دول فقط، دون العالم كله، حق “الفيتو” وكأنها وصية على الشعوب الأخرى.
الكل يعلم الظروف الجيوسياسية التي كانت وراء منحها هذا الحق، الذي فقد شرعيته لتغير الخارطة العالمية بكل تفاصيلها منذ انتهاء الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي - سابقا، لذلك وجب إيجاد صيغة جديدة تسير عليها الأمم المتحدة التي سمحت لفرنسا أن تعيش نرجسية مجدها الاستعماري من خلال الوقوف في وجه تقرير الشعب الصحراوي لمصيره.
ربما تسيطر على فرنسا عقدة الخيبة والهزيمة بسبب انهزامها أمام إرادة الجزائريين الذين رفضوا بقاءها على أرضه، فكان الاستقلال ذات يوم من جويلية سنة 1962، فهي ترفض شرعية مطلب الشعب الصحراوي في الحرية، فقط لإغاظة هذا البلد الذي رفض أن يتخلى عن المبادئ النوفمبرية التي كانت طريقه إلى الحرية، وهي كذلك لن تدخر جهدا من أجل أي دولة في العالم تناضل من أجل استرجاع هويتها وتاريخها وأرضها، لأنه حق إنساني لا جدال فيه.
...”متى تتوب فرنسا عن كفرها بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره؟؟”، سؤال يبقى مطروحا إلى حين إيجاد حل للمعادلة الصعبة التي لا تستطيع تجاوز نتيجة أكيدة هي الدوس على كرامة وسيادة الشعوب. وكما قال بشرايا حمودي بيون، سفير الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بالجزائر، الذي نزل ضيفا على منتدى “الشعب”، أمس، إن بلاده لن تكلّ ولن تملّ، رغم كل يفعله المغاربة بشعبه من تسميم للآبار ورمي الناس من المروحيات وإحراقهم بالفسفور الأبيض، لأنه لن يتنازل عن حقه في العيش في كنف الحرية ولن يسمح بأن تُسلب حريته منه، لأنه وإن كان لا يريد الحرب، هو لا يخشاها، فهو شعب لا يتكلم إلا بلغة الصمود والإصرار والعزيمة التي لا يهزمها المغرب ولا فرنسا ولا اجتماعهما معا.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025
العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025