سيجد الاقتصاد الوطني خارج المحروقات نفسه أمام فرصة العمر لتطوير نشاطه ودخول عالم التصدير من الباب الواسع خاصة في الصناعات الغذائية والإلكترونيك والميكانيك والمنتجات الفلاحية وحتى الخدمات وغيرها من المجالات التي عرفت تطورا كبيرا.
كشفت وثيقة خاصة بالمؤشرات الاقتصادية الإفريقية أن المبادلات البينية بين الدول الإفريقية لا تتعدى 10 بالمائة وهي نسبة جد ضعيفة بالمقارنة مع الإمكانيات التي تملكها مختلف الدول الإفريقية.
وتحتكر أوروبا المبادلات التجارية مع القارة الإفريقية بـ 70 بالمائة في صورة ومشهد يعكس خفايا مكر وخداع الأوربيين الذين يرفضون رفع اليد عن القارة السمراء، ويؤكدون وقوفهم وراء عد تمكين القارة من الاستقرار السياسي والاجتماعي، و يتأكد الجميع أن الفوضى والحروب الأهلية واختراق الأنظمة صناعة أوروبية بامتياز تتطلب إرادة قوية من الدول الإفريقية للتخلص من مكر الأوروبيين والغرب بصفة عامة.
وتستحوذ القارة الأسياوية على 50 بالمائة من المبادلات التجارية مع القارة الإفريقية وأمريكا الجنوبية على 22 بالمائة وهي أرقام ضخمة ومرعبة حول واقع الاقتصاديات الإفريقية المطالبة بتكثيف الاستثمارات والتقليل من التبعية للخارج.
وأمام التبعية القاتلة لإفريقيا لم يبق سوى تكثيف التعاون البيني وسيكون منتدى إفريقيا للاستثمار والأعمال الذي تحتضنه الجزائر بين 03 و05 ديسمبر المقبل فرصة كبيرة لوضع لبنة منتدى رجال أعمال إفريقيين دائمة تكون قوة اقتراح ومبادرة لتدارك التأخر الاقتصادي للقارة.
وسيكون المنتدى فرصة للتعرف على القدرات الجزائرية الاقتصادية والتجارية خاصة بعد سلسلة الاستثمارات الضخمة التي فاقت 600 مليار دولار، ومكنت الجزائر من تمديد شبكات الطرقات إلى 112 ألف كلم بما فيها الطريق العابر للصحراء والطريق السيار شرق غرب،كما توسعت خطوط السكك الحديدية إلى 12500 كلم، ناهيك عن توفر الجزائر على 11 ميناء تجاري و مينائين بتروليين و41 ميناء صيد.
وتمتلك الجزائر 32 منصة طائرة مفتوح عبر مختلف مناطق الوطن، و94 سد بطاقة استيعاب بـ 9 ملايير متر مكعب.
وعليه فأوراق الجزائر كبيرة لإنجاح المؤتمر والخروج باقتراحات عملية من شأنها أن تفتح بابا جديدا للعلاقات الجزائرية الإفريقية.
