ممثلا للرئيس بوتفليقة في ندوة البلدان المتقاسمة للغة الفرنسية

لعمامرة يدعو من مدغشقر إلى تعزيز استقلالية الدول الإفريقية

دعا وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة، أمس، بأنتانناريفو إلى تربية وتعليم من شأنهما تعزيز استقلالية الدول الافريقية وتنمية اقتصاداتها. 

وأبى لعمامرة في تدخل له خلال الندوة الـ16 لرؤساء دول وحكومات البلدان التي تتقاسم اللغة الفرنسية و التي يمثل فيها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الا ان يبلغ المشاركين تحيات الرئيس بوتفليقة الضيف الخاص لهذه القمة التي تنعقد بعاصمة مدغشقر (26-27 نوفمبر).
وأشار الوزير الى ضرورة العمل على ضمان تربية و تعليم «تصنع رجال (أفارقة) الغد وتسترجع استقلاليتنا و تطور اقتصادنا» ومواطنين واعين بالتحديات والرهانات التي تعد افريقيا مدعوة لمواجهتها والتي تشكل التنمية احدى تحدياتها الرئيسية.
وتابع يقول أن «إفريقيا اليوم تضم شبيبة مبتكرة ومبادرة ويقظة وتحقق احيانا نسبة نمو من رقمين وتجعلها موطنا جديدا للاستثمار الأجنبي».
 وقال أن إفريقيا «التي تقيم كل يوم شراكات جديدة وتتيح فرصا جديدة تيقنت أكثر من أي وقت مضى بضرورة تصور «مستقبل اقتصادي مشترك».
واستطرد يقول انه لذلك قررت الجزائر التي يربطها منذ الأزل علاقات تعاون اقتصادي و تجاري وثيقة مع الاغلبية الساحقة من شركاءها الافارقة بطلب من عدد منها  تنظيم منتدى افريقي للاستثمار و الاعمال بالجزائر العاصمة من 3 الى 5 ديسمبر.
واكد لعمامرة ان»الجزائر قررت المراهنة منذ زمن بعيد على افريقيا و من خلالها يعتزم بلدنا الافريقي من حيث تاريخه و جغرافيته و ثقافته و كذا اماله المشتركة  كسب هذا الرهان لأجلها اولا و لأجل كافة الشعوب الممثلة هنا و كذا للتكريس التام لقيم الاخوة العالمية».
واشار يقول انه في عالمنا اليوم المسمى بالمتطور الذي يسود فيه «الميول الى الانطواء الخاص بالهوية المثير للقلق  ينبغي على كل لغة تفادي الانزواء ورفض الاخر وانكار مساهمته في الحضارة العالمية».
واعتبر ان تحدي اللغات «المهددة بالانطواء و الانزواء» لا يكمن في تنظيم «مقاومة ضعيفة» امام هيمنة لغة معينة و لكن يتمثل في الدفاع عن ترقية و تطوير كافة اللغات التي تشكل ثروة انسانية لا تنضب».
تعلم اللغات والتفتح على الغير
وأشار لعمامرة في هذا السياق إلى أن الجزائر تسعى إلى تطوير لغتيها الرسميتين العربية والأمازيغية مع إعطاء اللغات الأجنبية بما فيها الفرنسية «مكانتها» في التعليم.
وأوضح أن الهدف «ليس الإبقاء على الحنين لمجد مضى بل إعطاء لغاتنا الإمكانيات العصرية للبحث والمعرفة والتحكم في الأدوات الكفيلة باستحداث ثروة مادية وفكرية».
 وأضاف أن هذه «المقاربة التي تلتقي فيها الثقافات واللغات» هي التي مكنت المدرسة الجزائرية من أن تعد في صفوفها أول امرأة إفريقية عضو بالأكاديمية الفرنسية آسيا جبار و المختص في علم الاجتماع والمفكر مالك شبل الذي وافته المنية مؤخرا والذي مكنه إتقانه للغتين العربية والفرنسية من اقتراح ترجمة للقرآن الكريم «بعيدا عن الاستيهامات التشبثية والفاصلة لبعض المتطرفين الذين يسعون إلى إطفاء نور الرسالة الأصلية التي هي رسالة سلام وتسامح».
 وقال لعمامرة في هذا الصدد «إذا كانت اللغة الفرنسية قد شقت طريقها نحو المدرسة الجزائرية لتحظى فيها بمكانتها فذلك لأننا نريد أن يكون التلميذ مستعدا لتعلم اللغات التي تطغى على المبادلات الدولية».
 وأضاف أنه ينبغي أن يمكن هذا التعلم من «تفتح العقل والتفتح على الغير».
 ومستدلا بكاتب ياسين ذكر رئيس الدبلوماسية بأن مؤلف «نجمة» الكتاب المؤسس لأدب النضال المغاربي كان قد أجاب على سؤال حول إتقانه للغة الفرنسية قائلا «أردت أن أسيطر على لغة المسيطرين علي».
 وأضاف أنه إذا كانت اللغة الفرنسية بالنسبة لكاتب ياسين «وسيلة لإعطاء الكلمة لمن لا صوت لهم مستلهما من الجرح العميق للواقع الاستعماري» فإن هذه اللغة اليوم «إرث» معترف به في الجزائر.
 وقال إن هذا الإرث نعتبره بمثابة «تفتح على العالم وشهادة أمام التاريخ على استعداد الشعب الجزائري على أن يسلك جميع جسور الحوار المسؤول والهادئ من أجل التفتح على الثقافات والحضارات الأخرى مع افتخاره بإرثه الثقافي والحضاري الخاص به.»

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024