الخبير مهماه بوزيان:

لقاء فيينا محطة أساسية للحد من انهيار أسعار البترول

حياة / ك

اتفاق الجزائر خارطة طريق
يتوقع الخبير الطاقوي مهماه بوزيان، أن يلتزم دول منظمة «أوبك» خلال اجتماع فيينا للنفط الذي ينعقد غدا، بتطبيق اقتراح الجزائر بخفض حصص إنتاج المنظمة وإعادة التوازن للأسواق، مبرزا أنه في حال نجاح «أوبك» في هذه الخطوة سيمكنها  الخوض في النقاش حول الاستثمار في الغاز كقوة ومورد طاقوي هام جدا باعتباره الأنظف في منظومة الوقود الأحفوري، الذي تمتلك بلادنا مخزونا كبيرا منه.

أكد مهماه أن تطبيق المقترح الجزائري فيما يتعلق بتقليص حجم الإنتاج سيمكن من سحب أكثر من الكمية الفائضة من النفط في الأسواق بداية من السنة المقبلة، مذكرا أن تحرك الجزائر من أجل إعادة التوازن للأسواق النفطية بدأ منذ وقت طويل.
 قال مهماه أن العمل حاليا يصب في اتجاه إبراز تلك الجهود ضمن ورقة فنية من خلال محاصصة جديدة، «وورقة طريق مضبوطة ومسار مدروس يمتد على المدى الطويل»، على اعتبار أن الجزائر لديها عمل كبير ينتظرها بعدما أصبحت المحرك، ومحور تدور حوله دول «الأوبيك» لإعادة ترتيب بيت هذه الأخيرة، وبعثها «في ثوب جديد»، ويرى أنه من الأهمية بما كان أن ينظر إلى المنظمة كقوة في أسواق الطاقة.
وبرغم التشكيك في الموقف الإيراني والحديث عن تغيب السعودية عن اللقاء المسبق مع دول خارج «الأوبك»، حسب ما أفاد به هذا الخبير، أمس عبر القناة الأولى، «إلا أن الجميع على قناعة تامة بعدم تفويت فرصة لقاء فيينا وتطبيق المقترح الجزائري بخفض إنتاج النفط إلى 32.5 مليون برميل»، مشيرا إلى أن السعودية تحدثت مؤخرا عن كتلة خليجية مستعدة لخفض إنتاجها بـ1 مليون برميل، ليؤكد على أن الطرح الجزائري يعد «متوازنا يخدم مصالح الجميع سواء فيما تعلق بحصص إنتاج كل دولة أو على مستوى العوائد النفطية».
وأضاف المتحدث، أن لقاء فيينا محطة بنائية ثانية، لافتا إلى أن هناك عوامل عديدة تبعث على التفاؤل والاطمئنان بخصوص اجتماع فيينا، من بينها تصريحات إيران الأخيرة التي تلغي الشكوك بشأن موقفها والقائلة بأن «ما ستخسره إيران على مستوى الحصص ستجنيه على مستوى العوائد» وأضاف أن منظمة الأوبك استطاعت خلال الاجتماع التاريخي بالجزائر وبفضل الجهود الجزائرية، إعادة الثقة في نفسها كمنظمة عالمية لذلك لا يمكنها التراجع خلال اجتماع الغد والعودة إلى حالة الإحباط السابقة.
والمطلوب حاليا من «الأوبك» - حسب مهماه- هو التفكير في إعادة بعث المنظمة في ثوب يتوافق والمتغيرات الاقتصادية العالمية، وذلك من خلال «تغيير العقيدة الاقتصادية والابتعاد عن تمحورها حول الخام والخوض في الصناعات البيتروكيماوية وتوسيع استثماراتها في الفضاءات البينية وكذا فتح العضوية».
وفيما يتعلق بالأخيرة، أوضح الخبير في الطاقة أن فتح العضوية بالنسبة لروسيا بالدرجة الأولى، خاصة بعد ملاحظة مشاركتها في كل الاجتماعات واللقاءات  بالإضافة إلى المكسيك أيضا وكل صغار المنتجين وذلك في إطار محاربة حرب الحصص، مؤكدا انه فقط بهذه الطريقة يمكن تحويل الأوبك إلى فضاء لكل المنتجين الراغبين في تنسيق عالي المستوى لمتابعة الأسواق وضبط الأسعار.
وذكر الخبير مهماه بأنه لأول مرة في التاريخ تنكسر العلاقة بين الأزمات وسعر النفط، وهذا ما جاء في إحدى نشريات البنك الدولي لسنة 2016، والتي جاء فيها أنه في السابق كلما كانت أزمة إقليمية، خاصة في المناطق التي تمتلك طاقة إنتاجية كبيرة للمحروقات على غرار الشرق الأوسط، إلا وكان لها تأثير على سعر البترول وتدفعه للارتفاع.
وهذه المعطيات «تجعلنا نتحدث عن قواعد جديدة لتحرير الأسواق، وإدخال مفاهيم جيدة بالنسبة للمحللين المتتبعين لتوجهات الأسواق النفطية الدولية»، لكنه أشار إلى غياب معلومات وتوقعات حول مخزون النفط الأمريكي، المؤثر في هذه الأسواق.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19816

العدد 19816

الإثنين 07 جويلية 2025
العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025
العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025