بناء على دعوة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، يشرع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حامد آل ثاني، اليوم، في زيارة أخوية إلى الجزائر بغرض تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين التي تطبعها مشاريع شراكة استراتيجية في مجالات الحديد والصلب، والاتصالات والبنى التحتية والخدمات لا سيما الفندقية. وكلها قطاعات تحرص الجزائر على إعطائها القوة والحركية بصفتها البديل الحتمي للمحروقات التي تعرف حالة من الانهيار جراء تراجع أسعار البترول.
وهناك حديث يروج عن رغبة الشركة الجزائرية للاستثمار الفندقي بإطلاق مشاريع مع قطر التي تمتلك تجربة رائدة في هذا القطاع الذي جعل منها وجهة سياحية بامتياز في الخليج. وهي تجربة تعول عليها الجزائر في ترقية السلسلة الفندقية التي تحتاج إلى تطور يستجيب مع التوجه الجديد في جعل السياحة العمود الفقري للمقصد الجزائري.
إلى جانب السياحة هناك اهتمام واضح من الجزائر ودولة قطر في إنشاء قطب صناعي للحديد والصلب يعول عليه ليس فقط في تزويد السوق الوطنية التي تحولت إلى ورشة بناء وأشغال معمارية وعمرانية بل التصدير إلى أبعد مدى لا سيما القارة الإفريقية السوق الواعدة.
نذكّر في هذا المقام بتجربة الشراكة بين مؤسسة سيدار وسياتل القطرية لإنجاز مصنع ببلارة في جيجل برأسمال 2.1 مليار دولار وإنتاج متوقع بلوغه 5 ملايين طن في أول خطوة قبل رفعه إلى 10 ملايين طن سنويا.
إلى جانب هذا لا ننسى القفزة النوعية التي سجلتها الجزائر في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال. وهي محطة أساسية في الفضاء الافتراضي الذي تسابق بلادنا الزمن لإقراره ضمن الحكومة الإلكترونية. ولعبت “أوريدو” الدور الحاسم في هذه الحركية بدمقرطة الأنترنت والاتصال عبر الهاتف.
خارج هذه الدائرة الاقتصادية يجري أمير دولة قطر مع الرئيس بوتفليقة مباحثات من المنتظر أن تشمل نظرة البلدين تجاه الاضطرابات التي تعيشها دول عربية وكيفية المساهمة في حلها عبر الحوار السلمي والمقاربة السياسية. وهذه المقاربة هي نفسها تتبع في البحث عن حلول توافقية لسوق البترول الذي يعرف اهتزازا يستدعي العلاج الواقعي مثلما أقره اجتماع الجزائر الأرضية الصلبة لاجتماع فيينا المرتقب.
إلى جانب تعزيز الشراكة المميّزة بين الجزائر وقطر
تحديات الأمة العربية وسوق المحروقات تتصدر أجندة الزيارة
فنيدس بن بلة

شوهد:118 مرة