قدّمت البروفيسور مسلي نعيمة، رئيس مصلحة أمراض الدم بمستشفى تلمسان وبصفتها رئيسة لمجموعة الخبراء في «الهيموغلوبيريا الإنتيابية» الليلية، قراءة وبائية لهذا المرض النادر جدا من خلال دراسة مقارنة وصفية، تضمنت 81 مريضا تم متابعتهم خلال 10 سنوات موزعين عبر 13 مصلحة لأمراض الدم.
خلصت الدراسة إلى أن الشباب البالغ، من جنس الذكر، والمشخص متوسطه في سن 38 عاما هو الأكثر عرضة لهذا المرض، وأن الوهن والضعف والهيموغلوبين تبقى الأعراض الأكثر انتشارا وسيطرة، لكن للأسف تبقى الجلطات الدموية التعقيد الرهيب، و جاء عرض الدراسة خلال لقاء علمي جمع أكثر من 130 مختصا في أمراض الدم والجهاز الهضمي والمناعة والكلى المنظم من قبل مخابر «آليكسيون» بفندق السوفيتال بالجزائر.
اللقاء العلمي تناول «الهيموغلوبيريا الإنتيابية الليلية» وهي مرض نادر جدا يمس أكثر من 80 شخصا في الجزائر، وفي هذا الصدد استعرض أوصديق شفيق، المدير العام لمخبر «إليكسيون» في شمال إفريقيا، تاريخ هذه المؤسسة العالمية في مجال الصيدلة الحيوية التي توظف حوالي 3 آلاف عامل عبر العالم والتي أنشأت عام 1992 من قبل الأمريكي المختص في أمراض القلب ليونار بال وتعرف «أليكسيون» اليوم على أنها الرائدة عالميا في منع وكبح المكمل النهائي بتطويرها علاج «إيكوليزوماب» المانع الأول والوحيد للنشاط النهائي للمكمل.
ويتداول هذا العلاج في 50 بلدا من بينها الجزائر بعد الحصول على قرار تسجيله في 23 مارس من العام الجاري، وأمام هذا الوضع أبدى شفيق أوصديق سروره بتسجيل الدواء على غرار العديد من الدول مما يسمح للعديد من المرضى الجزائريين بالعلاج والتمتع بحياة اجتماعية ومهنية عادية، ويمتاز العلاج عن بقية العلاجات المتعاقبة التي تقدم تحسنات عابرة ومرحلية «ايكوليزوماب» أنه يسمح بتحسن مذهل على الصعيد الإكلينيكي والبيولوجي، والدليل أن كل المنشورات صبّت في هذا الإطار يضيف أوصديق.
من جهته ذكّر البروفيسور رضا قريدي، ممارس في الوسط الاستشفائي ورئيس مصلحة أورام الدم بمركز الاستشفائي «سانت كونتان» بفرنسا ورئيس الشبكة الجهوية للسرطان «بيكار أونكوبيك»، بكافة الأعراض الإكلينيكية والتشخيص وكذا العلاجات المتعلقة بالهيموغلوبيريا الانتيابية الليلية، مدعما حديثه بحالات ملموسة.
وتجدر الإشارة إلى أن، اللقاء العلمي ركّز على عرض ومناقشة مجموعة من الحالات المرضية من قبل العديد من رؤساء مصالح أمراض الدم، على غرار البروفيسور محند الطيب عباد من مركز مكافحة السرطان بالبليدة وأمين بكاجة من مستشفى وهران، ونور الدين سيدي منصور من مستشفى قسنطينة وأخيرا البروفيسور سليم نكّال من مستشفى بني مسوس، حيث قدّم كل واحد منهم تشخيصا مطوّرا لهذا المرض، ومتابعته وتم تسليط الضوء على المضاعفات الفتاكة في بعض الحالات في غياب العلاج الأمثل.