من مؤسسي جريدة «الشعب» كُرّم في خمسينيتها

الميلي، إعـــــــــــلامي مميــــز ودبلومـــــاسي محنــــــــــــــك

حبيبة غريب

من طبع و ميزة  أم الجرائد أن تبقى دائما وفية لأبنائها، ذاكرة و شاكرة لجهودهم وعطائهم، مكرمة لذكراهم، مؤمنة أن مسارها التاريخي الطويل و صمودها في وجه الزمن والمتغيرات وبقاء عنوانها رمزا قويا من رموز الجزائر المستقلة، هو ثمرة  لعطائهم المتواصل و تفانيهم وحملهم  للمسؤولية وتفانيهم في خدمة القارئ و تقديم المعلومة له بكل التزام و مصداقية.

وهاهي اليوم تودع أحد أبنائها الأوائل، من الذين تحملوا العبء الثقيل بقبول التحدي لصد الفراغ الإعلامي الذي عرفته الجزائر غداة استقلالها وكسب الرهان الأكبر بإنشاء جريدة ناطقة بالغة العربية، إنه مدير تحريرها الإعلامي والدبلوماسي والكاتب محمد إبراهيم الميلي، الذي وافته المنية و»الشعب» تستعد لإطفاء شمعتها الـ54 بعد يوم غد.
وقد كرمت «الشعب « عطاء الراحل من خلال المقال الذي تناول شخصه و مسيرته الإعلامية و الدبلوماسية و مروره كصحفي ومدير تحرير بها، والذي صدر بالمجلة الخاصة بـ50 سنة على ميلاد اليومية الصادرة  في 11 ديسمبر 2012 إلى جانب 17 مدير و مسؤول مروا بالجريدة  .
المقال الذي جاء فيه بقلم الزميل حكيم بوغرارة أن الراحل « كان من الرواد الأوائل في المسار الإعلامي الطويل لجريدة الشعب الغراء».
 وإن لم يعمر طويلا بالجريدة الفتية إلا أنه كما يقول المقال «سجل بصماته بأحرف من ذهب في تاريخ  الساحة الإعلامية، بشغله منصب أول رئيس تحرير للجريدة «، هذا خلال المرحلة الانتقالية التي كانت تعيشها الجزائر المستقلة حديثا و هي مرحلة البناء و القضاء على بقايا الاستعمار الفرنسي النفسية و الاجتماعية، إنه الراحل محمد إبراهيم الميلي».
وحمل الميلي يقول المقال: «على عاتقه  مسؤولية المساهمة في تجسيد ضمان حق المواطن في الإعلام في ظل ظروف سياسية صعبة مرت بها الجزائر غداة الاستقلال بعد بروز صراعات على السلطة و كثرة الحسياسيات وهو ما جعل بعض كتاباته المنتقدة للوضعية الاقتصادية لا تلقى الترحيب من بعض أصحاب القرار، مما دفعه  للاستقالة في سنة 1963».
وقد كرمت جيدة الشعب  الراحل الميلي خلال احتفالها بإطفائها الشمعة الخمسين عرفانا منها بمن كان من بين الأوائل الذين وضعوا خطها الافتتاحي الذي مازالت سائرة عليه و الذي يحط في أول مقام الوحدة الوطنية و المصالح العليا للبلاد وتقديم خدمة عمومية لشعبها وفقا لحق المواطن في المعلومة.
وقد ظل «الراحل محمد ابراهيم الميلي»يؤكد على أن الحرية هي رأس مال الصحفي و إذا افتقدها فالسلام على الصحافة والحرية، موضحا، يقول الكاتب في مقاله- بأن رجل الإعلام لا يجب أن يكون منتقدا فوق اللزوم ولا منبطحا بل عليه العمل لاقتراح الحلول و فتح النقاش الهادف»، وهو ما تسير عيله اليوم جريدة الشعب الغراء.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19872

العدد 19872

الأربعاء 10 سبتمبر 2025
العدد 19871

العدد 19871

الثلاثاء 09 سبتمبر 2025
العدد 19870

العدد 19870

الإثنين 08 سبتمبر 2025
العدد 19869

العدد 19869

الأحد 07 سبتمبر 2025