قامة غنائية ترحل في صمت

قسنطينة ترتدي الأسود توديعا لعميد المالوف

قسنطينة: مفيدة طريفي

لم تعرف قسنطينة حالة من الحزن مثلما شهدتها، أمس، برحيل فقيد المالوف الحاج محمد الطاهر الفرڤاني.

كانت الصورة أشبه بتلك التي عاشتها حدادا على صالح باي؛ حزن عشناه نحن بمدية الهواء والهوى، التي غنّى بها الراحل وخلدها في أسمى الألحان.
عشنا هذا أثناء وصول جثمان أب المالوف إلى مدينة الجسور المعلقة قادما من باريس.
في جو مهيب وصل جثمان الراحل الفرڤاني، الذي وافته المنية بمستشفى باريس ليلة الأربعاء، مطار محمد بوضياف بقسنطينة، على متن طائرة عسكرية خاصة خصصها فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، حيث شيّعت الجنازة بحضور الوزير الأول عبد المالك سلال ووزير الثقافة عزالدين ميهوبي ووفد يمثل شخصيات وطنية وثقافية والأسرة الفنية من كافة القطر الوطني.
توجه الوفد إلى دار الثقافة مالك حداد، أين انتظره جمهوره ومحبوه ورفقاءه بحب كبير ووفاء لا مثيل له في حضور مهيب، بكوه بحرقة كبيرة وألقوا عليه النظرة الأخيرة، لينقل بعدها إلى مسجد الأمير عبد القادر للصلاة عليه وسط سكان مدينته ووطنه الجزائر.
ثم بعدها نحو المقبرة المركزية وسط مدينة قسنطينة، تتقدمهم عائلته ورفقاءه، ليلقي خلالها وزير الثقافة كلمة تأبينية تلخصت في تقديم العزاء لكل الشعب الجزائري في فقدان هذا الهرم الشامخ وواحد من رموز الثقافة وممن أسسوا فنا تراثيا، مؤكدا على الخصال الحميدة لهذا الفنان العميد الذي قضى عمره في خدمة الهوية الثقافية وهو مدرسة لن يكررها الزمن، ليترك هذا القامة الكبيرة إرثا كبيرا اعتبره «ميهوبي» عزاءنا الوحيد، سيما مع وجود من يحمل مشعل المألوف الذي ظل يسطع طيلة 70 سنة، كما وقد أعلن عن تحقيق طلبه في أواخر حياته بطباعة مذكراته ونشرها ويعتبر شرفا كبيرا لنا طباعة حياة هرم من أهرامات الأغنية الأندلسية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19817

العدد 19817

الثلاثاء 08 جويلية 2025
العدد 19816

العدد 19816

الإثنين 07 جويلية 2025
العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025
العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025