جسدت الأسرة الثورية بولاية سيدي بلعباس، أمس، جانبا من مظاهرات 11 ديسمبر 1960، إحياء للذكرى 56 لهذه المناسبة التاريخية التي كانت نقطة فصل في تاريخ البلاد وجوابا موحدا لتأكيد كلمة الجزائر جزائرية ،مسلمة، مستقلة.
العرض التمثيلي للمظاهرات انطلق من أمام متحف المجاهد بمشاركة أعضاء الأسرة الثورية من مجاهدي ومجاهدات، أبناء وأرامل الشهداء وكذا أبناء المجاهدين ناهيك عن مشاركة مميزة لدارسي ودارسات فصول محو الأمية بما فيهم فئة المجاهدين وممن عايشوا الثورة التحريرية فضلا عن الطلبة الجامعيين، و قد اتجه الجمع المشارك في المظاهرات إلى مقبرة الشهداء صانعا لوحة تاريخية إستخضرت مختلف القيم النضالية والبطولية وخلقت تواصلا بين الجيل الذي عايش هذه الأحداث وأعاد تجسيدها بعد مرور 56 سنة وجيلا جديدا استغل المناسبة للإحتكاك بصانعي الثورة والإستفادة من تجاربهم النضالية .
واستفاد الحاضرون من مداخلات قدمها بعض المختصين حول مظاهرات 11 ديسمبر وإنعكاساتها على مسار الثورة التحريرية ، وفي هذا الصدد أكد عباس قويدر أستاذ التاريخ بجامعة الجيلالي اليابس ومدير المتحف أن المظاهرات جاءت لتأكيد مساندة الجزائريين لثورتهم وردا صريحا للإستعمار بأحقية الجزائريين في تقرير مصيرهم، وأضاف أن ولاية سيدي بلعباس شهدت بعض الأحداث المتفرقة للمظاهرات نظرا لكونها ولاية كولونية في تلك الفترة ما صعب على قاطنيها من الجزائريين الخروج للشارع وتنظيم مظاهرات لكن هذا لم يمنع مناضليها من التأطير للمظاهرات بالولايات المجاورة كوهران وعين تموشنت وغيرها .قبل أن يوجه دعوته للطلبة من أجل الإحتكاك بصانعي الثورة والإستلهام من تجاربهم وشهاداتهم وأخذ العبر منها لبناء مستقبل واعد مرتبط أشد الإرتباط بماضيه وحاضره. ومن جهته الأستاذ فتحي بن قراش وخلال الجولة التعريفية التي قاد بها دارسي محو الأمية عبر مختلف أجنحة المتحف قام بشرح بعض جوانب المظاهرات وأهدافها مؤكدا أن هذه الأحداث مكنت من إدراج ملف القضية الجزائرية في جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة والدخول في مفاوضات مباشرة مع جبهة التحرير كما ساهمت في إتساع دائرة التضامن العالمي مع الشعب الجزائري.
و فتح المجال أمام عدد من المجاهدين الذين قدموا من مركز الراحة للمجاهدين بحمام بوحجر لنقل شهاداتهم حول مشاركاتهم في مظاهرات 11 ديسمبر ومختلف الأحداث التي أعقبت المظاهرات من قتل وإعتقالات جماعية للمدنيين .
