طباعة هذه الصفحة

حسنين هيكل قدم كل المساعدات للميلي لتأسيس جريدة “الشعب”

  حكيم بوغرارة الثلاثاء, 13 ديسمبر 2016 22:04

ضــــــرورة ضبــــــط تواريــــــخ تأسيــــــس الجرائــــــد
كشف يوسف فرحي لـ “الشعب”، أن هناك الكثير من الحقائق التاريخية التي يجب أن يعرفها الجميع فيما يخص تأسيس أولى الجرائد بعد الاستقلال.

أوضح فرحي في هذا المجال، أن جريدة «chaab» هي أول جريدة أصدرتها الجزائر بعد الاستقلال وكان ذلك في 19 سبتمبر 1962، حيث كانت آلات الرقن والطبع متوفرة بالفرنسية دون مشكل، وتم اختيار هذا التاريخ لتزامنه مع ذكرى تأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وكذا عشية استحقاقات كانت ستخوضها الجزائر.
وأوضح فرحي، أمس، من “منتدى الشعب”، وعلى هامش الاحتفال بالذكرى 54 لإنشاء الصحيفة، أن سبب تأخير تأسيس جريدة “الشعب” بالنسخة العربية، يعود لعدم توفر الطابعات وآلات الرقن باللغة الوطنية.
وقال نفس المصدر، إن الراحل محمد خيضر، الذي كان رئيس المكتب السياسي والمالية والإعلام لحزب جبهة التحرير الوطني، قد قرر تكليف صالح لوانشي بتأسيس النسخة العربية لجريدة “الشعب” وبعدها تم تعيين الراحل محمد الميلي، الذي كان أول مدير للجريدة، لتحضير الانطلاقة والتي تم الاتفاق عليها لتكون في 11 ديسمبر 1962 وهو التاريخ الذي يتزامن وذكرى مظاهرات 11 ديسمبر 1960.
وقد اختار محمد خيضر إسم الجريدة، لأنها لسان “الشعب”، وكانت فكرة قديمة تعود لـ1937، حيث فكر الراحلان محمد خيضر ومفدي زكرياء في تأسيس جريدة اسمها “الشعب”، لكنها توقفت بعد العدد الأول، وهي الفكرة التي تحدث عنها لـ “الشعب” الدكتور أحمد حمدي عميد كلية علوم الإعلام والاتصال لـ “الشعب” في حوار خاص بمناسبة اليوم العالمي لحرية التعبير والصحافة.
وتنقل الراحل محمد الميلي آنذاك، مرتين، لمصر واستقبله الراحل محمد حسنين هيكل، الذي كان مسؤولا في جريدة “الأهرام” وقدم له كل التسهيلات من خلال تزويده بالتجهيزات اللازمة لإصدار الجريدة.
للتاريخ دائما، كشف فرحي، الذي أصدر كتابا عن تاريخ الصحافة الجزائرية بين 1962 و1972، أن صالح لوانشي كان مسؤولا عن جريدة “الشعب” بالفرنسية achaab. كما كان محمد الميلي مديرا للمجاهد الأسبوعي، الذي دخل الجزائر بعد اتفاق وقف إطلاق النار وتم طبع العدد 93 من المجاهد بمطبعة في البليدة والعدد 103 في قسنطينة.
وأول الصحافيين الذين عملوا بجريدة “الشعب” هم العربي الزبيري، الراحل محمد بوعروج، يوسف فتح الله، عبد القادر بن قاسي، عبد القادر بن صالح، أحمد علي غزالي وخروبي محمد.
وبعد أن حدثت تغييرات على مستوى الحزب، بعد عزل خيضر في مارس 1963 وأعقبته تغييرات على مستوى مسؤولي الجرائد، تم تعيين علي مفتاحي مديرا لجريدة “الشعب” وتم تسمية نسخة “الشعب” بالفرنسية باسم “لوبوبل” في مارس 1963، كما تم توقيف جريدة “ألجيري ريبيبليكان” بعد توقيف الحزب الشيوعي عن النشاط، وتم تحويل جريدة المجاهد في جويلية 1964 إلى لسان حزب جبهة التحرير الوطني، ولم يستكمل مشروع توحيد صحيفتي “لوبوبل” و«ألجيري ريبيبليكان” لتأسيس جريدة واحدة.
وحول جريدة “المجاهد”، التي عمل فيها بعد 1956 الراحل عبان رمضان وأحمد بومنجل، فدخلت الجزائر وتم طبع 6 أعداد والسابع منها وقع في أيدي البوليس الفرنسي الاستعماري وهرب الجزائريون الذين كانوا يشرفون عليها، نصف منهم ذهب لتونس والآخر للمغرب. وعليه، فيجب التدقيق في تحديد تاريخ تأسيس الجرائد من خلال مراعاة الواقع وقول الحقيقة.
ودعا فرحي إلى ضرورة ترجمة أرشيف المجاهد للعربية وأرشيف الشعب للفرنسية لتمكين الباحثين من كتابة تاريخ الجزائر.

قييم هذا الموضوع
(2 أصوات)
شوهد‫‬ 2868 مرة آخر تعديل على الأربعاء, 21 ديسمبر 2016 20:24