منتدى الشعب

منتدى الشعب (8)

 المدرســــــة والإعــــــلام قناتــــــان أساسيتــــــان فــــــي تطويــــــر لغــــــة الضــــــاد
قال رئيس المجلس الأعلى للغة العربية صالح بلعيد، إن اللغة العربية في المدرسة “لا تعيش وضعا سيّئا”، بل على العكس “وضعها جيّد ومتميّز وحققت نقلة نوعية”، لافتا إلى أن المدرسة والإعلام أهم قناتين في أي لغة. وبخصوص الاستعمال، فإنه “يحول دون زوالها ولا يفرض الخطأ، وإنما التيسير والتسهيل”.
فريال بوشوية
أكد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية البروفيسور صالح بلعيد، أن اللغة العربية في “مسار جيد ينال التحسين والتطور”، والفضل يعود في ذلك إلى “الجنود التي حافظت على الحرف العربي”، منبّها إلى أن أبرز عامل يحافظ على اللغة “الاعتزاز”، وأن أكبر إشكال قد تواجهه “الهجين”. وبالنسبة له، فإن العمل على ازدهار اللغة العربية وتعميم استعمالها في العلوم والتكنولوجيا والترجمة من أقطاب أخرى.
ولم يفوت رئيس المجلس الأعلى للغة العربية الدكتور صالح بلعيد، مناسبة استضافته في منتدى “الشعب”، أمس، التي جاءت تزامنا مع اليوم العالمي للغة العربية الذي أقرّته الأمم المتحدة، والمصادف لـ18 ديسمبر من كل سنة، ليثني على جهود من أطلق عليهم تسمية “الجنود”، الذين حافظوا على الحرف العربي ونقلوه بعناية عبر الورق “الأصفر”.
واعتبر المسار الذي قطعه الحرف العربي، “جيدا ينال التحسن والتطور”، مفيدا في السياق “لولا المطابع الحجرية القديمة، منها مطبعة رودوسي، والثعالبية، وأبو اليقظان، وابن خلدون، الذين جاهدوا وأوصلوا الحرف بأمانة، متوقفا عند المحطات الصعبة لاسيما الفترة الاستعمارية، التي كان الجنود خلالها يوزعون الورق الأصفر بالدفع من أموالهم ليصل إلى القارئ من العاصمة إلى قسنطينة، وقالمة وبلاد القبائل وغرداية.
وبعد تأكيده الأهمية التي توليها الدولة الجزائرية للغة العربية والفعل الحضاري، أوضح رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، أن اللغة العربية، واللغات عموما، تعتمد على قناتين، يتعلق الأمر بالمدرسة، وفي هذا الصدد نفى أن تكون في وضع سيّئ، وذهب إلى أبعد من ذلك بالتأكيد أنها عكس ذلك، إذ أنها “جيدة ومتميزة وتعيش نقلة نوعية”.
أما القناة الثانية، التي توقف عندها مطولا ضيف منتدى “الشعب”، فهي الإعلام الذي يقع عليه دور تفعيل يتمشى مع ما تقوم به المدرسة، لافتا الانتباه إلى أن اللغة وضعٌ واستعمال، هذا الأخير يحول دون زوال اللغة، وعكس ما يظنه البعض، فإنه لا يفرض الخطأ، بقدر ما يكرس التيسير والتسهيل.


 

كشف رئيس المجلس الأعلى للغة العربية البروفيسور صالح بلعيد، عن اتفاق ودي يجمع المجلس بوزير الاتصال حميد ڤرين لتحسيس الصحافيين في الجزائر بحسن الأداء اللغوي، مشيرا إلى تأثير الإعلام القوي على الرأي العام الذي من شأنه أن يساهم في تفعيل الاستعمال السليم للغة العربية.

أكد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية البروفيسور صالح بلعيد، أمس، بمنتدى “الشعب”، بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، أن وسائل الإعلام بمختلف أشكالها تلعب دورا متميزا في إنقاذ وتطوير اللغة العربية وفي نفس الوقت ممكن أن تساهم في تهديمها.
في ذات السياق، دعا إلى أهمية توفير زخم في الإعلام وخلق قنوات وظيفية وموضوعاتية خاصة بالثقافة والتعليم، تعمل على تبليغ رسالة نبيلة يتم فيها مراعاة خصوصيات اللغة العربية والسعي إلى تحسين الأداء اللغوي والاستعمال والتقليل من الأخطاء الشائعة لتحقيق هدف ترقية اللغة العربية وتعميم استعمالها، مذكرا أن أكثر من 238 لغة عالمية كانت تكتب بالحروف العربية.
وأوضح بلعيد، أن الانجذاب اللغوي الذي تعيشه الجزائر في الوقت الراهن، مرهون بتأثير الإعلام والتربية. مشددا على ضرورة توفر الاعتزاز اللغوي والتنسيق بين مختلف الهيئات، من مجامع لغوية ومدرسة ووسائل الإعلام وحتى المجتمع، من أجل بناء وازدهار اللغة العربية في الجزائر، كون المجلس الأعلى للغة العربية وحده لا يمكن أن يساهم في تطوير اللغة العربية دون تحبيبها للمستعمل وتيسير ممارستها، فهي مسؤولية تقع على عاتق جميع الأطراف.
وبحسب البروفيسور بلعيد، فإن المجلس الأعلى للغة العربية لا يملك إيديولوجيا محددة، إنما اهتمامه يصب في كيفية تطوير اللغة العربية والعمل على ازدهارها وتعميم استعمالها في العلوم والتكنولوجيا، من خلال ردم الفجوة التي تحول دون ذلك. مشيرا في سياق آخر، إلى أنه لا يجب محاربة اللهجات العامية، إنما من المستحسن تفادي الدخيل اللغوي الذي يفقد اللغة العربية هويتها الحقيقية.
وتطرق رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، بالحديث إلى أهم الإنجازات التي يقوم بها المجلس، من بينها إنجاز معاجم تهدف إلى الترويج للسياحة الداخلية، موضحا أنه قد تم تنصيب لجنة تعمل على إنجاز دليل للمصطلحات السياحية تجاوز عددها 28 مصطلحا، زيادة على إنشاء 4 معاجم خاصة بالتهيئة اللغوية.

 

قال أ.د. صالح بلعيد، إن المجلس الأعلى للغة العربية بصدد الإعداد لقواميس لغوية ذات العلاقة بقطاع السياحة وبالمناطق المختلفة من البلاد. وأوضح، أن لجان عديدة تم تنصيبها تشرف على إنجاز مختلف الورشات الرامية إلى ترقية استعمال اللغة العربية.

كشف بلعيد، خلال نزولة ضيفا على منتدى «الشعب»، بمناسب إحياء اليوم العالمي للغة الضاد، عن تنصيب لجنة متخصصة بالمجلس الأعلى للغة العربية، ستتولى وضع معاجم للمصطلحات التي يحتاجها السائح الأجنبي القادم إلى الجزائر.
وقال، إن هذه المعاجم “بمثابة دلائل للمصطلحات التي يستعملها السياح في المطارات، ومختلف المناطق في الجبال، البحر، الصحراء والمركّبات الحموية، بحيث تحتوي على حوالي 28 مصطلحا يحتاجها السائح إلى استخدامه في كل مكان يقصده”.
وأوضح، أن هذه الدلائل اللغوية ستتضمن مختلف المصطلحات العربية وما يقابلها باللغات الست المعتمدة على مستوى الأمم المتحدة.
وبحسب رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، فإن العمل جار على إيجاد أدوات تقنية، تحمل بها هذه الدلائل اللغوية، كي تتيح للأجانب المعرفة اللفظية والصوتية للكلمات التي يستعملونها أثناء قدومهم إلى الجزائر.
واعتبر أن أهمية المشروع نابعة من القيمة التي تمنحها السلطات للسياحة في بلادنا، بغرض رفع مساهمتها في الاقتصاد الوطني.
على صعيد آخر، أفاد صالح بلعيد، أن لجنة أخرى ستقدم، نهاية السنة، إستراتيجية خاصة بالترجمة، موضحا أن دستور 2016 أكد أهمية تطوير اللغة العربية والترجمة من اللغات الأخرى في ميدان التكنولوجيا والمعرفة.
وأكد بلعيد، أن التحكم في تخصصات معينة من العلوم يستدعي التحكم في اللغات التي أبدعت فيها، على غرار الإنجليزية بالنسبة للتكنولوجيات الحديثة والفرنسية للقانون والحقوق، ولغات الشرق في علم اللاّهوت.

 

أشاد عمار بوحوش أستاذ العلوم السياسية، بالمجهود الذي تقوم به الدولة لتطوير اللغة، ولإعطاء القيمة الحقيقة لقادة الجزائر، منهم رئيس الجمهورية بوتفليقة والرئيس الأسبق اليمين زروال، الذين عملوا جاهدين من أجل المحافظة على هذا الموروث الحضاري.
دعا الأستاذ بوحوش، في مداخلته المقتضبة، أمس، بمنتدى جريدة “الشعب”، إلى العمل جميعا، من أجل إعادة الاعتبار للغة العربية وإلى إحداث” ثورة علمية تعادل ثورة 1954”، متمنيا أن نتمكن من إحداث وثبة علمية، بإشراك أساتذة متخصصين في اللغة، من خلال تقديم محاضرات في المؤسسات الجامعية، حول قوة اللغة ومتانتها وأهميتها، “لأنها جزء من شخصية الإنسان”.
وأبرز الأستاذ الأهمية التي توليها الدولة للغة العربية، باختيار الأكفأ لرئاسة المجلس الأعلى للغة العربية. واعتبر ذلك تقديرا للغة، متمنيا أن “يكسّر هذا الأخير الحواجز القديمة، الضعيفة، المهلهلة وأن يحدث نقلة عملية لإعادة مكانة للغة العربية، ورفع هذا التحدي بداخلها بقوة في التدريس في الجامعات.
وذكر تجربته كطالب في إحدى الجامعات الأمريكية، لفت انتباهه شيء “مهمّ”، يتمثل في أن الجامعة التي زاول دراسته فيها بأمريكا، كانت تدرس اللغة كمادة في جميع التخصصات بدون استثناء، وكانت تعاقب الطالب الذي يستعمل اللغة الدارجة.
في هذا الإطار، اقترح المتحدث أن “تدرج وزارة التعليم العالي والبحث العلمي هذا الأمر وتوليه الاهتمام الذي يستحقه وأن تضع في برامجها المواد لتعليم اللغة العربية الصحيحة في الجامعات الجزائرية لطلبة السنة الثانية، لتكوينهم وتدعيمهم كي يوظفوها”.
وأشار في هذا الصدد، إلى القاعدة البيداغوجية التي تنص على أنه من يعرف قيمة شيء ويتقنه ويحبذه يحظى بحب الآخرين له. ويقترح، باعتباره ممارسا للتدريس، توفير مراجع لعامة الشعب وليس فقط في المكتبات، وإدراج اللغة العربية في مختلف الجامعات وأن تعلم اللغة العربية كبقية اللغات.

إعتبر السيد صالح بلعيد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، أمس، خلال استضافته في منتدى «الشعب»، أن اللغة العربية خزان لا ينضب من المفردات ذات الدلالات المعبّرة والمترجمة لمغزى واضح، تجاه مفاهيم دقيقة في نقل الفكرة المستاوقة مع الواقع في كل حركيته المتوجة نحو الفعل التقني والتكنولوجي وما تبع ذلك من متطلبات العصرنة للتحكم في المنظومة العلمية بشكل مضمون من كل النواحي التي تستهدف هذا المسار.

هذا الخيار موجود بقوة لدى مسؤولي المجلس الأعلى للغة العربية في الوقت الراهن، وهذا بالسعي لطرح آليات عملية لمواكبة أو بالأحرى ردم هذه الفجوة، والقصد منها البحث القائم على ما يعرف بالبرمجيات وهذا الفوج المشكل في هذا الصدد مخول له أن يجد الإجابات ويعثر على الحلول الفورية لمباشرة تفاعل آخر أو قل جديدا يستجيب لكل الانشغالات المطروحة في هذا الشأن.
يصنف هذا العمل، من ناحية قيمته العلمية، ضمن قناعة رفع التحديات بالنسبة للمشرفين على ترقية اللغة العربية. وهذا يدرج ضمن الأولويات، منها خاصة إيلاء العناية الخاصة للجانب التقني وهذا بفتح باب إثراء هذا التوجه من خلال قرارات حاسمة سارع المجلس لاتخاذها، كونها من الأسبقيات التي لا غنى عنها، في خضم هذه المعركة الحضارية. وهذا ما يعزز المهام المكلف المجلس بإنجازها، خاصة ما تعلق بـ «تعميم استعمال اللغة العربية في العلوم والتكنولوجيا»، على غرار مجالي ازدهارها والترجمة.
وهكذا، فإن الانتقال باللغة العربية إلى الفضاء التكنولوجي يعدّ ممرا إجباريا لا بديل عنه، يصاحبه في ذلك صياغة تجربة جزائرية في هذا المجال وهذا بفكر جزائري كذلك وبلادنا لا تخلو من ذلك، أي من كل هذه الكفاءات والمهارات القادرة على صناعة، أو بالأحرى تدوين برمجيات بفضل السيطرة على تقنيات معينة. وفي هذا السياق، استعمل الدكتور صالح بلعيد مصطلحات تسير في هذا الإتجاه، منها «الذكاء الصناعي، محرك البحث، المدقق اللغوي والمتخصصون».
هذا هو التحدي الذي يتطلب السياق رفعه، مهما يكن الأمر، حتى لا تبقى اللغة العربية منغلقة على ذاتها وحتى متقوقعة لا تؤدي الوظيفة المنوطة بها، إلى جانب اللغات الأخرى العارضة لنفسها في الفضاء المتعلق بالإتصال.
لابد من الإشارة هنا، إلى أن الدكتور صالح بلعيد ركز تركيزا قويا على القالب أو الوعاء الذي يجب أن تشتغل فيه اللغة العربية في مفهوم المجلس الأعلى والذي لا يخرج عن الإطار العلمي بأبعاده. وفي هذا المضمار، فقد أولى الإهتمام الخاص بإدراج المسعى الجزائري في هذا الشأن، أي إقتحام هذا المجال بقوة، من خلال التعامل مع التكنولوجيات المتعلقة بالبرمجيات وسيقدم فوج العمل خلاصة أشغاله في أقرب وقت.
وبهذا يكون المجلس الأعلى للغة العربية قد خاض تجربة رائدة ومستحسنة لدى الجميع في تجاوز الأداء الأكاديمي المتعلق باللغة وهذا بإدراجها ضمن مسار علمي بحت، لتحدث تلك النقلة النوعية على أرض الواقع وإبعاد كل الشوائب العالقة بها على أنها لغة الشعر وفقط.

 

فرعون: رمــــــــــز مــــــــــن رمـــــــــــوز استعـــــــــــادة السيـــــــــــادة الوطنيـــــــــــة

أحيت جريدة “الشعب” الذكرى 54 لتأسيسها، بحضور مميز لوزير الاتصال حميد ڤرين ووزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال هدى إيمان فرعون، اللذين أكدا قيمة الصحيفة في المشهد الإعلامي الوطني، نظرا لالتزامها بمبادئ المهنية وأخلاقيات المهنة.

اختارت أسرة “الشعب”، مقاسمة الاحتفال بالعيد 54 لميلاد عميدة الصحافة الجزائرية الناطقة بالعربية، المصادفة لـ11 ديسمبر من كل سنة، مع ضيوف من هيئات وطنية سامية وممثلي المؤسسات النظامية ومديري بعض اليوميات، إلى جانب رجال الصحافة الذين حضروا بقوة لتغطية مناسبة تؤرخ لمسار طويل في خدمة الوطن والمواطنين بمادة إعلامية أصيلة.
لم يشهد ضيوف “الشعب”، مراسم إطفاء الشمعة الرابعة بعد الخمسين فحسب، بل شاركوها لحظة فارقة، تمثلت في المرور نحو مرحلة جديدة من العمل الإعلامي المتكيف مع التكنولوجيات الحديثة ومتطلبات جمهور الشبكة العنكبوتية وشبكات التواصل الاجتماعي، من خلال تحيين الموقع الإلكتروني الذي بات مواكبا للأخبار بشكل آني، وإصدار تطبيقاته المحملة على الهواتف الذكية، وكذا رقمنة الأرشيف الورقي والإداري للجريدة منذ 11 ديسمبر 1962، تاريخ التأسيس إلى غاية اليوم.
وزير الاتصال حميد ڤرين، الذي أشرف على الاحتفالية، استهل كلمته بالتساؤل عن مكانة “الشعب” في حقل إعلامي يعجّ بالأخبار المتضاربة والملوثة والتي يتم تناقلها عبر شبكات التواصل الاجتماعي التي تحتكر المشهد في الوقت الراهن.
ليجيب قائلا، “كقارئ وكوزير، أحمد الله، لأن هناك صحيفة مثل “الشعب” تقدم المعلومة الموثوقة وملتزمة مع المواطنين والدولة الجزائرية”.
وأكد أن “دور الجريدة بالغ الأهمية في زمن الشبكات الاجتماعية التي تنشر الأخبار غير الصحيحة والكثير من السب والشتم والقذف والجرائد المتخصصة في الإثارة”.
ودعا وزير الاتصال حميد ڤرين، أسرة تحرير “الشعب” إلى الافتخار بالانتماء لهذه القلعة الإعلامية والعمل باطمئنان وأريحية لما يقدمونه من معلومات نزيهة وموثوقة للقارئ، واعتبر أن ظروف العمل المريحة عامل أساسي في تحفيز الصحافيين على أداء مهمتهم باحترافية عالية، مؤكدا في الوقت ذاته أن “الشعب” مكسب يجب المحافظة عليه.
بوابة إلكترونية ورقمنة الأرشيف الإداري والورقي
بدورها، هنأت وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال هدى إيمان فرعون، أسرة “الشعب” بذكرى التأسيس، وقالت: “فخورة بحضور مناسبة ميلادة صحيفة اعتبرها رمزا من رموز استعادة السيادة الوطنية والتي كانت صوت البلاد الذي تكلمت به”.
وأكدت فرعون سعادتها “بمواكبة الجريدة لثورة تكنولوجيات الإعلام والاتصال من خلال إنشاء بوابة إلكترونية ورقمنة الأرشيف”، وعبّرت عن أهمية الصحافة الوطنية في خدمة الوطن قبل الاستقلال بإيصال ثورة الشعب الجزائري إلى العالم وبعده من خلال مساهمتها القوية في معركة البناء والتشييد.
ولفتت الوزير إلى دور الصحافيين في الوقت الراهن، قائلة: “إن الأمر لم يعد يتعلق بالبحث عن الأخبار وإنما تقصي دقة ومصداقية المعلومات الهائلة المتوفرة على شبكات التواصل الاجتماعي”.
وأضافت أن مسؤولية الصحافي لا تتوقف عند تحصيل المعلومة الصحيحة وإيصالها للجمهور الواسع، إنما تمتد للتربية والتكوين كذلك. وقالت، إن المواطن الجزائري بحاجة إلى منظومة إعلامية تنيره بمختلف القضايا الاقتصادية والتاريخية والسياسية والثقافية التي تهمه وتنفعه وتطلعه على ما يجري في العالم.
وتابعت “الصحافيون اليوم لهم دور في الدفاع عن البلاد والاقتصاد الوطني وحماية الشباب والأطفال من الفكر الملوث الذي يقدم لهم عبر مواقع وصفحات إلكترونية أجنبية”.
وعن تحول “الشعب” إلى الرقمنة، أكدت الرئيسة المديرة العامة للجريدة أمينة دباش، أن الخطوة تهدف إلى الحفاظ على إشعاع الجريدة في الحقل الإعلامي الوطني والإقليمي، مفيدة بأن “مواكبة التكنولوجيات الحديثة ستكون بالحفاظ على الخط الافتتاحي الأصيل والالتزام بأخلاقيات المهنة”.
وقالت، إن تحديث الموقع الالكتروني وإصدار التطبيقات الإلكترونية له ورقمنة الأرشيف الورقي والإداري منذ ميلادها، يهدف إلى تطوير العمل الإعلامي وبلوغ الجمهور الافتراضي الواسع.
وشهد الحفل، توزيع شهادات الدورة التكوينية “الاتجاهات الحديثة في الكتابة الصحفية”، التي استفاد منها صحافيو الجريدة، استلمها كل من سعيد بن عياد، جمال أوكيلي، حياة كبياش وسعاد بوعبوش، من يدي الوزير حميد ڤرين والوزيرة هدى إيمان فرعون.
وأكد ڤرين أهمية التكوين بالنسبة للصحافيين، وقال إنه لا يقتصر على مرحلة عمرية معينة، ويشمل جميع الفئات، خاصة وأنه يسمح بإعطاء نفس جديد خلال أداء المهام الإعلامية.
وتولى الوزيران، رفقة مديري الجرائد الذين حضروا الاحتفالية وقدماء الجريدة وممثلي الهيئات النظامية والأسرة الإعلامية التي غطت الحدث، إطفاء الشمعة 54 لميلاد “الشعب”، وسط أجواء رائعة.
وفي حفل خاص بأسرة الصحيفة، جرى تكريم عدد من العمال من مختلف الأقسام، كما تم توزيع شهادات الدورة التدريبية التي أشرف عليها أستاذ علوم الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر-3 عمار عبد الرحمان.
فرعون: الجزائر تقدمت بـ9 نقاط في تصنيف الهيئة الدولية للاتصالات
صرحت وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال هدى إيمان فرعون، على هامش احتفال الشعب بالذكرى 54 لتأسيسها، بأن الجزائر حققت تقدما في ميدان تكنولوجيات الإعلام والاتصال بـ9 نقاط وقفزت بذلك من المرتبة 111 إلى المرتبة 102.
وقالت إن الهيئة الدولية للاتصالات ثمّنت الخطوات الكبيرة التي قطعتها البلاد في هذا المجال خلال السنة الجارية، مؤكدة تحقيق مزيد من الإنجازات السنة المقبلة.
وأكدت أن التدفق العالي للأنترنت سيعمم في٢٠٢٠.

 

ضــــــرورة ضبــــــط تواريــــــخ تأسيــــــس الجرائــــــد
كشف يوسف فرحي لـ “الشعب”، أن هناك الكثير من الحقائق التاريخية التي يجب أن يعرفها الجميع فيما يخص تأسيس أولى الجرائد بعد الاستقلال.

أوضح فرحي في هذا المجال، أن جريدة «chaab» هي أول جريدة أصدرتها الجزائر بعد الاستقلال وكان ذلك في 19 سبتمبر 1962، حيث كانت آلات الرقن والطبع متوفرة بالفرنسية دون مشكل، وتم اختيار هذا التاريخ لتزامنه مع ذكرى تأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وكذا عشية استحقاقات كانت ستخوضها الجزائر.
وأوضح فرحي، أمس، من “منتدى الشعب”، وعلى هامش الاحتفال بالذكرى 54 لإنشاء الصحيفة، أن سبب تأخير تأسيس جريدة “الشعب” بالنسخة العربية، يعود لعدم توفر الطابعات وآلات الرقن باللغة الوطنية.
وقال نفس المصدر، إن الراحل محمد خيضر، الذي كان رئيس المكتب السياسي والمالية والإعلام لحزب جبهة التحرير الوطني، قد قرر تكليف صالح لوانشي بتأسيس النسخة العربية لجريدة “الشعب” وبعدها تم تعيين الراحل محمد الميلي، الذي كان أول مدير للجريدة، لتحضير الانطلاقة والتي تم الاتفاق عليها لتكون في 11 ديسمبر 1962 وهو التاريخ الذي يتزامن وذكرى مظاهرات 11 ديسمبر 1960.
وقد اختار محمد خيضر إسم الجريدة، لأنها لسان “الشعب”، وكانت فكرة قديمة تعود لـ1937، حيث فكر الراحلان محمد خيضر ومفدي زكرياء في تأسيس جريدة اسمها “الشعب”، لكنها توقفت بعد العدد الأول، وهي الفكرة التي تحدث عنها لـ “الشعب” الدكتور أحمد حمدي عميد كلية علوم الإعلام والاتصال لـ “الشعب” في حوار خاص بمناسبة اليوم العالمي لحرية التعبير والصحافة.
وتنقل الراحل محمد الميلي آنذاك، مرتين، لمصر واستقبله الراحل محمد حسنين هيكل، الذي كان مسؤولا في جريدة “الأهرام” وقدم له كل التسهيلات من خلال تزويده بالتجهيزات اللازمة لإصدار الجريدة.
للتاريخ دائما، كشف فرحي، الذي أصدر كتابا عن تاريخ الصحافة الجزائرية بين 1962 و1972، أن صالح لوانشي كان مسؤولا عن جريدة “الشعب” بالفرنسية achaab. كما كان محمد الميلي مديرا للمجاهد الأسبوعي، الذي دخل الجزائر بعد اتفاق وقف إطلاق النار وتم طبع العدد 93 من المجاهد بمطبعة في البليدة والعدد 103 في قسنطينة.
وأول الصحافيين الذين عملوا بجريدة “الشعب” هم العربي الزبيري، الراحل محمد بوعروج، يوسف فتح الله، عبد القادر بن قاسي، عبد القادر بن صالح، أحمد علي غزالي وخروبي محمد.
وبعد أن حدثت تغييرات على مستوى الحزب، بعد عزل خيضر في مارس 1963 وأعقبته تغييرات على مستوى مسؤولي الجرائد، تم تعيين علي مفتاحي مديرا لجريدة “الشعب” وتم تسمية نسخة “الشعب” بالفرنسية باسم “لوبوبل” في مارس 1963، كما تم توقيف جريدة “ألجيري ريبيبليكان” بعد توقيف الحزب الشيوعي عن النشاط، وتم تحويل جريدة المجاهد في جويلية 1964 إلى لسان حزب جبهة التحرير الوطني، ولم يستكمل مشروع توحيد صحيفتي “لوبوبل” و«ألجيري ريبيبليكان” لتأسيس جريدة واحدة.
وحول جريدة “المجاهد”، التي عمل فيها بعد 1956 الراحل عبان رمضان وأحمد بومنجل، فدخلت الجزائر وتم طبع 6 أعداد والسابع منها وقع في أيدي البوليس الفرنسي الاستعماري وهرب الجزائريون الذين كانوا يشرفون عليها، نصف منهم ذهب لتونس والآخر للمغرب. وعليه، فيجب التدقيق في تحديد تاريخ تأسيس الجرائد من خلال مراعاة الواقع وقول الحقيقة.
ودعا فرحي إلى ضرورة ترجمة أرشيف المجاهد للعربية وأرشيف الشعب للفرنسية لتمكين الباحثين من كتابة تاريخ الجزائر.

ثمّن مديرو جرائد عمومية وخاصة، المكانة الهامة التي تحتلها جريدة “الشعب” في المشهد الإعلامي الجزائري التعددي، منوهين بمصداقيتها في تغطية الأحداث وتحري الأخبار بعيدا عن الإثارة والمزايدات محافظة على خطها الافتتاحي ملتزمة بمبادئ أخلاقيات المهنة.



عاشور شرفي الرئيس المدير العام ليومية المجاهد، قال بمناسبة إحياء الجريدة ذكرى تأسيسها الـ 54، أن جريدة “المجاهد” و«الشعب” تمكنتا وعلى مر السنين من المحافظة على مكانتهما في خضم التعددية والتنافس الإعلامي الهام الذي تشهده الساحة الإعلامية اليوم وهذا بفضل تحليهما بأسس المهنة وأخلاقياتها وضمان الحق في الإعلام بتقديم خدمة عمومية بامتياز.
وأفاد أن يومية “الشعب” الناطقة بالعربية والحاملة لإسم “الشعب” النابعة من وجدانه، تبقى مدرسة الصحافة الوطنية حيث كونت على مستواها شخصيات هامة هي تتقلد مناصب هامة في الدولة وما تزال تواصل مسيرتها في تكوين أجيال إعلامية أخرى.

العربي تيميزار مدير يومية أوريزون، نوّه بدوره بالمناسبة، بالدور الإعلامي الهام الذي تقوم به الجريدة، ما جعلها تحتل مكانة هامة في المشهد الإعلامي المتعدد، بفضل الأقلام الصحفية الجديرة التي أضاءت هذا المنبر الإعلامي الحر وصنعت مجده على مر السنين وحافظت على مكانته الإعلامية.
ونوه تيميزار بالتكوين الأكاديمي الذي يقدمه هذا العنوان الناطق باللغة العربية، وكذا يومية المجاهد الناطقة بالفرنسية للصحافيين ما يعكس المشهد الجميل في تعاقب الأجيال حول هذه المهنة الواجب التحلي بأخلاقياتها والمحافظة على الخدمة العمومية الهامة التي تقدمها.

أحمد فتاني مدير يومية “لكسبريسون”، إن هذه اليومية تعكس من خلال اسمها تاريخ شعب كله، حيث حملت في طياتها منذ الاستقلال قضية الجزائر الحرة المستقلة ورافعت بكل مصداقية عن مختلف القضايا خاصة ما تعلق منها بالقضايا العربية وعلى رأسها الفلسطينية والصحراوية.
 وتمكنت يضيف فتاني قائلا- من التعبير عن طموحات الشعب الجزائري ومختلف أحلامه المستقبلية، أجيال من الاعلامين تعاقبت على هذا الاسم العريق وشخصيات وطنية مرت عبره.

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024