الإندماج في المنظومة التكنولوجية

  جمال أوكيلي السبت, 17 ديسمبر 2016 21:37

إعتبر السيد صالح بلعيد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، أمس، خلال استضافته في منتدى «الشعب»، أن اللغة العربية خزان لا ينضب من المفردات ذات الدلالات المعبّرة والمترجمة لمغزى واضح، تجاه مفاهيم دقيقة في نقل الفكرة المستاوقة مع الواقع في كل حركيته المتوجة نحو الفعل التقني والتكنولوجي وما تبع ذلك من متطلبات العصرنة للتحكم في المنظومة العلمية بشكل مضمون من كل النواحي التي تستهدف هذا المسار.

هذا الخيار موجود بقوة لدى مسؤولي المجلس الأعلى للغة العربية في الوقت الراهن، وهذا بالسعي لطرح آليات عملية لمواكبة أو بالأحرى ردم هذه الفجوة، والقصد منها البحث القائم على ما يعرف بالبرمجيات وهذا الفوج المشكل في هذا الصدد مخول له أن يجد الإجابات ويعثر على الحلول الفورية لمباشرة تفاعل آخر أو قل جديدا يستجيب لكل الانشغالات المطروحة في هذا الشأن.
يصنف هذا العمل، من ناحية قيمته العلمية، ضمن قناعة رفع التحديات بالنسبة للمشرفين على ترقية اللغة العربية. وهذا يدرج ضمن الأولويات، منها خاصة إيلاء العناية الخاصة للجانب التقني وهذا بفتح باب إثراء هذا التوجه من خلال قرارات حاسمة سارع المجلس لاتخاذها، كونها من الأسبقيات التي لا غنى عنها، في خضم هذه المعركة الحضارية. وهذا ما يعزز المهام المكلف المجلس بإنجازها، خاصة ما تعلق بـ «تعميم استعمال اللغة العربية في العلوم والتكنولوجيا»، على غرار مجالي ازدهارها والترجمة.
وهكذا، فإن الانتقال باللغة العربية إلى الفضاء التكنولوجي يعدّ ممرا إجباريا لا بديل عنه، يصاحبه في ذلك صياغة تجربة جزائرية في هذا المجال وهذا بفكر جزائري كذلك وبلادنا لا تخلو من ذلك، أي من كل هذه الكفاءات والمهارات القادرة على صناعة، أو بالأحرى تدوين برمجيات بفضل السيطرة على تقنيات معينة. وفي هذا السياق، استعمل الدكتور صالح بلعيد مصطلحات تسير في هذا الإتجاه، منها «الذكاء الصناعي، محرك البحث، المدقق اللغوي والمتخصصون».
هذا هو التحدي الذي يتطلب السياق رفعه، مهما يكن الأمر، حتى لا تبقى اللغة العربية منغلقة على ذاتها وحتى متقوقعة لا تؤدي الوظيفة المنوطة بها، إلى جانب اللغات الأخرى العارضة لنفسها في الفضاء المتعلق بالإتصال.
لابد من الإشارة هنا، إلى أن الدكتور صالح بلعيد ركز تركيزا قويا على القالب أو الوعاء الذي يجب أن تشتغل فيه اللغة العربية في مفهوم المجلس الأعلى والذي لا يخرج عن الإطار العلمي بأبعاده. وفي هذا المضمار، فقد أولى الإهتمام الخاص بإدراج المسعى الجزائري في هذا الشأن، أي إقتحام هذا المجال بقوة، من خلال التعامل مع التكنولوجيات المتعلقة بالبرمجيات وسيقدم فوج العمل خلاصة أشغاله في أقرب وقت.
وبهذا يكون المجلس الأعلى للغة العربية قد خاض تجربة رائدة ومستحسنة لدى الجميع في تجاوز الأداء الأكاديمي المتعلق باللغة وهذا بإدراجها ضمن مسار علمي بحت، لتحدث تلك النقلة النوعية على أرض الواقع وإبعاد كل الشوائب العالقة بها على أنها لغة الشعر وفقط.

 

قييم هذا الموضوع
(0 أصوات)
شوهد‫‬ 4516 مرة آخر تعديل على الأربعاء, 21 ديسمبر 2016 18:50

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024