سليمان الشيخ يحاضر حول العولمة

على الجزائر أن تكون جاهزة لمواجهة التحدي

حياة. ك

أكد الدبلوماسي الأسبق الأستاذ سليمان الشيخ، أن الجزائر ليست منعزلة عن باقي البلدان ولابد عليها أن تكون جاهزة لمواجهة تحدي العولمة وأن تتحكم في مصيرها، قبل أن تخوض المعركة في الميدان العالمي، من خلال الرفع من مستوى تعليم وتكوين الأجيال الصاعدة.

 اعتبر الأستاذ سليمان الشيخ، في تصريح لـ “الشعب”، أمس الأول، على هامش الندوة التي نشطها بعنوان “تساؤلات حول العولمة... الدولة الوطنية، السيادة، القيم والإنسان” بمجلس الأمة، بحضور عبد القادر بن صالح رئيس المجلس، أن تأثير العولمة على الدولة الوطنية، كتأثير العولمة على الدول الأخرى، وأنه “لابد للدولة الوطنية أن تكون أولا قائمة بصفة جذرية بمقوماتها الوطنية، ثم أن تكون قابلة للخوض في معركة العولمة خارج البلاد، بدءاً بتقوية الجبهة الداخلية، بالنسبة لتكوين الأجيال الصاعدة، لأننا الآن بصدد التحضير للمستقبل”.
وأضاف في هذا الإطار، أن التنمية الاقتصادية لا تكفي، بل يجب أن تكون هذه التنمية شاملة، فكرية وعقائدية. ولذلك، لابد – بحسبه – من المرور قبل كل شيء، إلى تقوية الجبهة الوطنية والداخلية، قبل المرور إلى المنافسة الخارجية، مركزا على “مصداقية الدولة” وتطوير التعليم والتكوين، التي يعتبرها “قضايا مصيرية”، عليها أن تتحكم فيها حاضرا ومستقبلا.
وفيما يتعلق بالإرهاب، الذي تستدعي مكافحته تكتلات، على غرار اجتماع مجموعة 5+5 الذي احتضنته الجزائر، قال المتحدث إن العولمة “أداة”، والإرهاب يستعمل هذه الأداة “ولا يجب أن ننسى هذا”. لذلك، “لابد أن نوجهها نحو البناء وليس التخريب، الذي يقوم به بعض المتطرفين من جهة أو من أخرى”.
غير أن العولمة التي تخيف البعض وتعتبر طوق نجاة بالنسبة للبعض الآخر، “تمر حاليا بتصدعات”، بحسب ما أبرز سليمان الشيخ، الذي أوضح خلال محاضرته أن هناك عولمة تمس بعض البلدان، وعولمة تشمل كل البلدان، خاصة بالنسبة للأزمات التي تمر بها البعض منها، وتتفاعل مع بعضها البعض.
كما تكلم عن أزمة العولمة وعولمة الأزمات، واعتبر أن البلدان ليست في منأى عن هذه الأخيرة. ويرى أن “الجزائر ليست منعزلة عن باقي البلدان في العالم، ولابد عليها أن تكون جاهزة لمواجهة تحديات العولمة”.
في ذات الوقت، يؤكد سليمان الشيخ أن العولمة قد حققت “قفزة نوعية” فيما يسمى بمجال “البيوتكنولوجيا”، الذي يشمل البحث في مجال هندسة الحياة، وتستخدم في عديد الميادين، بما في ذلك الصناعات الصيدلانية. ولذلك يرى من الضروري مرافقة هذا النشاط العلمي، وليس هذا فحسب، فقد شملت - كما قال - المجال السياسي من خلال “الشرطية الديمقراطية” التي تحدد طبيعة النظام الداخلي القائم على الفصل بين السلطات والشرعية وحقوق الإنسان.
كما تطرق في محاضرته بتفصيل إلى الوضع الإقتصادي والسياسي في العالم، لافتا إلى أن التكنولوجيا تعد من مقومات العولمة وهذا ما يجعل الاهتمام بالجانب العلمي أمرا في منتهى الضرورة، مشيرا إلى أن التبادل العلمي في مجال الإتصال “يبقى حكرا على الدول المتقدمة”، مما أدى إلى نمو ما وصفه بـ “مجتمعات المعرفة”، فيما تبقى المجتمعات الأخرى مجرد مستهلكة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19475

العدد 19475

الإثنين 20 ماي 2024
العدد 19474

العدد 19474

الأحد 19 ماي 2024
العدد 19473

العدد 19473

السبت 18 ماي 2024
العدد 19472

العدد 19472

الجمعة 17 ماي 2024