شهدت مدينة وهران، ليلة الإثنين إلى الثلاثاء، هطول أمطار متوسطة إلى غزيرة، تسببت في عدة انهيارات وفيضانات وسيول غمرت الكثير من الطرق وتسربت إلى عدة بيوت، جراء ارتفاع منسوب المياه وانجراف التربية المحملة بالحجار والأوساخ وكذا انسداد وانفجار قنوات الصرف، إلى جانب تسجيل عدة حوادث مرور جراء انزلاق واهتراء الطرق واستعمال السرعة.
استنفرت الاضطرابات الجوية الأخيرة التي شهدتها عاصمة الغرب الجزائري، المديرية الولائية للحماية المدنية، التي سجّلت زهّاء 70 تدخلا في عدّة مناطق مختلفة من الولاية، بحسب ما علم، صبيحة أمس، لدى خلية الإتّصال التابعة لذات الهيئة.
وضبطت مديرية الحماية المدنيّة، كافة الإجراءات اللازمة لمواجهة هذه الأخطار، بتجنيد عدد كبير من الأعوان ووسائل مادية معتبرة لمساعدة وحماية الأشخاص في مثل هذه الظروف. فيما دعت مصالحها كافة المواطنين لاتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة.
وقد تمكن عناصر الحماية المدنية، عشية أمس الأول، من إنقاذ 12 شخصا في انهيار خطير مميت بحي الدرب العتيق، بينهم أطفال، بعد أن حوصروا بشققهم جراء انهيار كلي لسلالم عمارة قديمة متواجدة بـ39 شارع دحو قادة.
بحسب ذات الجهة، فإن العمارة تتكون من طابق أرضي زائد 3 طوابق علوية، أدى اهتراؤها الشديد لانهيار كلي لسلالم العمارة، مما تسبّب في حالات هلع وفزع وسط قاطني البناية الذين طلبوا النجدة من عناصر الحماية المدنية التي تدخلت على الفور لإنقاذ العائلات التي بقيت محصورة في الأعلى وتقديم المساعدة لهم لتجاوز نوبات الخوف.
كما أسفرت تدخلات مصالح الحماية المدنية لولاية وهران دائما، عن إنقاذ شخصين من الموت، إثر انهيار سلالم البناية المتواجدة بـ35 شارع عباس بن يحي، كون هذين الإثنين بقيا عالقين في الأعلى في حالة خوف وفزع، إلى أن تم إنزالهما باستعمال السلالم الميكانيكية.
كما شهد شارع ملاقوان، حادثا مماثلا، جراء انهيار شبه سقف غرفة، تنقّل على إثرها عناصر وحدة بوفاطيس إلى مكان الحادث، حيث تم امتصاص المياه وإزالة الخطر باستعمال شاحنة المضخة والخزان، إضافة إلى مضخة عائمة.
وسجل نفس الجهاز الحكومي العمومي، تدخلا على مستوى حي الصديقية، حيث ارتفع منسوب المياه المتراكمة إلى 30 سم، وتدخل عناصر وحدة بئر الجير02، مستعملين شاحنة المضخة والخزان و03 مضخات عائمة.
وتدخلت ذات الجهة وسط حي «أفانبوس» بحاسي بونيف، وهذا جراء تراكم مياه الأمطار التي ارتفع منسوبها إلى غاية 30 سم. وعليه، تنقلت وحدة السانيا أين قام عناصر الحماية بامتصاص المياه وإزالة الخطر، باستعمال شاحنة المضخة والخزان ومضخة عائمة.
كما سجّل حادث آخر بجامعة «كيمو السانيا» جراء تراكم مياه الأمطار وآخر مماثل بحي كوكا كولا، بلغ منسوبها إلى غاية 60 سم. أما منسوب المياه المتراكمة بالطريق العام بالسانيا فبلغ 40 سم.
وهي عينة من الواقع وليس الواقع بعينه، رغم التعليمات الصارمة لوالي وهران عبد الغني زعلان، التي يلزم فيها كافة المصالح المعنية بضرورة المتابعة الصارمة لكل ما له علاقة بقطاع الري، خاصة ما تعلق بالتطهير، الملف الذي تم إحالته منذ سنوات لمؤسسة «سيور».
