اختتمت، أمس، بمركز مصطفى كاتب، بالعاصمة، الأبواب المفتوحة على نشاط الوكالة الوطنية للذبذبات، هذه المؤسسة العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري، التي تعتبر أداة الدولة في مجال تسيير وتخطيط ومراقبة الطيف الترددي. وقدّم ممثلو الوكالة لمحة عن مختلف نشاطاتها، التي تتنوع من البث الإذاعي إلى اللاسلكي البحري، إلى المشاركة الفعالة في عمليات البحث والإنقاذ البحرية.
تعتبر الوكالة الوطنية للذبذبات أداة الدولة الجزائرية في تسيير وتخطيط ومراقبة الطيف الترددي. من مهامها في مجال التسيير، إجراء دراسات من أجل استعمال أمثل لطيف الترددات اللاسلكية الكهربائية وضمان مراقبة استعماله بصفة دورية، واقتراح التعديلات التي تراها ضرورية. كما تعمل على إعداد النظام الوطني للاتصالات الراديوية وتحديد القواعد الوطنية والإجراءات المتعلقة بتوزيع نطاقات الترددات، وإنشاء وتحيين الجدول الوطني لتوزيعها.
أما على مستوى التخطيط، فنجد من مهام الوكالة القيام بتبليغ التخصيصات الوطنية إلى السجل الدولي للترددات التابع للاتحاد الدولي للاتصالات السلكية واللاسلكية، وضمان تنسيق استعمال الذبذبات في المناطق الحدودية.
وفي مجال المراقبة، تضمن الوكالة مراقبة مطابقة المحطات وتسوية عمليات التشويش وتقييم تعرض الإنسان للإشعاعات الكهرومغناطيسية.
في هذا الصدد، أكد لـنا جديعي، المدير العام للوكالة، أنه لا توجد إلى حد الآن أبحاث أو دراسات علمية تؤكد تسبب ذبذبات الهوائيات التي تستعملها شركات النقال في أمراض أو ضرر لصحة الإنسان، ومع ذلك وضعت منظمة الصحة العالمية سقفا لهذه الذبذبات على سبيل الوقاية. وأضاف جديعي، أنه لم يحدث أن سجّلت تجاوزات إلى غاية الآن، بل إن الجانب التقني وقدرة تحمل هذه الهوائيات، لا تسمح أصلا بوجود تجاوزات.
بخصوص تداخل الإذاعات الأجنبية، خاصة الإسبانية منها، مع الإذاعات الوطنية والجهوية الجزائرية، وهي الظاهرة الملاحظة أكثر في فترات الصحو، قال مدير الوكالة الوطنية للذبذبات، إن العمل على حلّ هذا التداخل جارٍ بالتعاون مع الجهات المختصة الإسبانية. وقد سبق للجزائر أن تقدمت بشكاوى لدى الطرف الإسباني وتمّ أخذ العديد منها بعين الاعتبار. وأضاف، أن احتياجات الجانب الجزائري تطورت بتطور الساحة الإذاعية، التي شهدت تضاعف عدد محطاتها، كما ذكّر بالتحسن الملحوظ على بثّ العديد من الإذاعات الوطنية.
أما في مجال اللاسلكي البحري، تضمن الوكالة يقظة دائمة على جميع الترددات البحرية الخاصة بنداء الاستغاثة والأمن بواسطة المحطات اللاسلكية الساحلية البحرية.
في هذا السياق، عرض بولعيون براهم جانبا من دور الوكالة في البحث والإنقاذ، في إطار النظام الدولي للاستغاثة والسلامة في البحر. وقدّم بعض الأرقام عن عمليات البحث والإنقاذ التي قام حرس السواحل، بالتنسيق مع محطات الراديو البحري للوكالة الوطنية للذبذبات، وعلى سبيل المثال 290 شخص سنة 2015، 28 منهم تم تحديد أماكنهم وإنقاذهم بالمروحيات.