مواضيع ثرية تضمنتها مجلة «الجيش» في عددها لشهر ديسمبر، تثبت مدى مواكبة طاقمها للتحولات ورصدها برؤية إعلامية آنية واستشرافية.
جاءت بعض المواضيع مقيمة إنجازات ومكاسب السنة 2016 التي تحتل فيها المؤسسة العسكرية حلقة مفصلية.
كان التركير في المجلة أكبر على رسالة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، التي أشاد فيها بدور الجيش في التصدي للإرهاب ومختلف أشكال الجريمة العابرة للحدود والأوطان، مشكلا الصخرة القوية التي أسقطت المؤامرات المتمادية تحت أغطية عدة غايتها المساس بالاستقرار الوطني والسيادة التي تعلو فوق كل حسابات. وهي مسألة تكشف عنها تقارير الجيش اليومية، معطية حصيلة نشاط المفارز المجندة في الميدان لتأمين الحدود، واضعة سياجا وقائيا ضد أي محاولة تسلل لبارونات المخدرات ومافيا التهريب والجرائم الاقتصادية.
من هذه الزاوية تقرأ زيارات نائب وزير الدفاع، رئيس أركان الجيش الفريق ڤايد صالح لمختلف الوحدات، متوقفا عند كل كبيرة وصغيرة تخص جاهزية القوات المسلحة ويقظتها لمواجهة أي طارئ، خاصة في ظل وضع أمني إقليمي مهتز وتداعيات أزمات دول الجوار. وهي أزمات حذر الفريق ڤايد صالح دوما من خطرها برفع مستوى تأهب الجيش وقابليته وقدرته على التصدي لها اعتمادا على تكوين الموارد البشرية وتجهيزها بأسلحة نوعية وعتاد يفرضه الظرف الجيو استراتيجي وتستدعيه متغيرات المرحلة.
ليس من باب الصدفة أن تهتم افتتاحية «الجيش» بهذا الجانب الحساس في السياسة الوطنية للدفاع وتعرض رؤيتها السديدة في موضوع استمرارية وتيرة عصرنة القوات المسلحة، قوة الجزائر الضاربة وعصب أمنها اليوم والغد.
تترجم هذه القفزة النوعية للجيش، التمارين القتالية الحية التي عاينها الفريق ڤايد صالح في أكثر من موقع، مبديا الارتياح للمصاف التي بلغها الجيش في جزائر العزة والأمان.
ليس بمفاجأة القول إن درجة الجاهزية العالية، عملياتيا وقتاليا، قد جاءت ضمن استراتيجية رسمت خارطة طريق لمواجهة أخطار الآتي بعزيمة وتحد؛ استراتيجية وضعت برامج تعليمية لوحدات الجيش من أدنى رتبة إلى أعلاها سموا، غايتها الأسمى نجاعة التكوين وسلامة التدريب وقابلية تحضير لطارئ محيط جيو سياسي متقلب مشبع بتناقضات وتعقيدات ومؤامرات لا تسمح بالاستهتار وغض الطرف.
في المجلة أيضا، مواضيع الساعة تخص التعاون العسكري مع الدول التي ترى فيها الجزائر شريكا في محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة، من هؤلاء مجموعة 5+5 دفاع التي اجتمع وزراؤها ببلادنا التي أعطت نظرتها الصريحة تجاه تنسيق الجهود في الحوض الغربي المتوسطي، في تبادل المعلومات وتقاسم الوظيفة الأمنية حجر الزاوية في سياسة الدفاع. يضاف إليها استطلاعات ميدانية وملفات حول السلامة البحرية التي تشكل الوجه الآخر لاحترافية الجيش الوطني الشعبي، حامل مشعل التغيير والإصلاح، دون التخلي عن مبدإ ثابت ومقدس: مرجعية نوفمبر الأبدية.