دعا إلى عدم الانقياد وراء محاولات التشكيك في الرموز الوطنية

نشر الأحقاد والحساسيات بين المجاهدين كان من شيم فرنسا للحد من الثورة

سعاد بوعبوش

دعا المجاهد محمد عبد المولى، إلى إعادة الاعتبار لصنّاع ملحمة الثورة الجزائرية من شهداء ومجاهدين وإعطاء كل ذي حق حقه، لاسيما الاعتراف بالإنجازات التي لولاها لما تم تحقيق الاستقلال برغم الأخطاء، والوقوف أمام كل محاولات التشكيك في الرموز الوطنية التي تريد ضرب التاريخ وإطفاء شمعة الحقيقة بنشر المغالطات.

قال المجاهد عبد المولى ضيف «الشعب»، وهو يقدم شهادته عن مرحلة من مراحل النضال الوطني، إن هذا التشكيك هو استمرار للسياسة الاستعمارية التي عملت طوال تواجدها بأرض الجزائر على نشر الأحقاد والإشاعات والحساسيات بين أفراد الحركة الوطنية، بهدف تصفية كل القادة المهمّين وهو ما أدى لارتكاب الكثير من الأخطاء، لكن فطنة السياسيين والقادة الجزائريين سمح بتجاوز ذلك ولا يمكن اليوم السماح أو قبول بأيّ تشكيك في صناع الثورة.
أوضح عبد المولى، أن الثوار استفادوا من الأخطاء المرتكبة وتعاملوا مع السياسة الفرنسية بصورة عكسية ونجحوا في عدم تحطيم الثورة والذهاب بها بعيدا، بالانخراط التام في الهوية الجزائرية لخدمة الغاية السامية المتمثلة في الاستقلال واستعادة السيادة الوطنية.
وأشار ضيف جريدة «الشعب»، إلى ضرورة الاعتراف بما صنعه الثوار مهما كان صغيرا، موضحا أن الثورة صنعت من أشخاص عاديين قادة كبارا وغيّرت مصير شعب كامل وجعلت منه لا يرضخ للذل والحرمان الذي حاولت فرنسا رفضه، مستدلا في ذلك بشخصية المجاهد ياسف سعدي البطل الوطني الحي، لم يكن شخصا متعلما بل كان شعبيا، على غرار رفاقه عبد الرحمان العرباجي والشهيد رمال «الذي قتل 11 مظليا فرنسيا في معركة الجزائر»، علي لابوانت، صالح زعموم، عبان رمضان وغيرهم من الأسماء... الذين كانوا رجالا بحق وأعطوا للثورة الكثير ولو بالتوعية بضرورة حب الوطن. ومن هذا، لا يمكن قبول أيّ تشكيك حول وطنيتهم.
واعتبر عبد المولى، أن هؤلاء القادة والثوار وكل من ساهم في إنجاح الثورة كانوا يمثلون رجالا ذوي قيمة عالية، كونهم آمنوا بالقضية وكانوا على قناعة تامة بما يفعلون، فكانوا النواة الحقيقية لقوة حرب التحرير التي كسّرت هيبة وأسطورة فرنسا التي لا تهزم وإظهارها بالصورة الحقيقية وهي التي كانت تدّعي بأنها دولة الحقوق والحريات.
وقال المجاهد، إنه يتعين على جيل اليوم، التحلّي بمبادئ وأخلاق الثوار ومواجهة كل محاولات التشكيك في الرموز الوطنية، بالتسلح بالعلوم الحديثة لمواصلة رسالتهم في بناء الجزائر الجديدة واستخلاص الدروس والتجارب من التاريخ الوطني وما يحمله من أحداث، حتى وإن كانت دامية، تفاديا لأخطاء الماضي وتقوية لأواصر الشعب الجزائري، والاستفادة من كل التسهيلات المتاحة للرقي بالوطن وبالأمة ككل ومواجهة التحديات بعقل متنور وحكيم بعيدا عن التهور والسقوط في يحيكه أعداء الجزائر.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19818

العدد 19818

الأربعاء 09 جويلية 2025
العدد 19817

العدد 19817

الثلاثاء 08 جويلية 2025
العدد 19816

العدد 19816

الإثنين 07 جويلية 2025
العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025