رفعت السلطات الأمنية بالقطب السياحي لوهران، حالة التأهب إلى الدرجة «الحمراء»، من أجل ضمان أمن وسلامة الأفراد والممتلكات طوال فترة الاحتفالات بأعياد الميلاد، بدءاً بالترتيبات التي ارتكزت على تعزيز التواجد الأمني بالمواقع الاستراتيجية الحساسة، خاصة بعض المؤسسات الفندقية.
يحدث هذا في وقت تعرف فيه الباهية وهران إقبالا كبيرا للعائلات التي قدمت لقضاء احتفالات رأس السنة من داخل وخارج الوطن والتمتع بجمالها وما توفّره أغلب فنادقها ومطاعمها من مآدب الطعام والحفلات وغيرها من الطقوس والعادات المختلفة التي تختص بها دون غيرها.
رئيس خلية الإعلام والإتصال بمديرية الأمن الولائي الملازم الأول عبد الرحمن رحماني، أشار في تصريح صحافي إلى مجموعة من الإجراءات الأمنية المشددة، انطلق في تطبيقها منذ أمس، من أجل تأمين كافة الأماكن المستهدفة بهذا الإجراء، لاسيما ما تعلق بتسهيل الحركة المرورية واعتبرها «إجراءات عادية، نظرا لتزامنها مع احتفالات رأس السنة».
وتابع المسؤول الأمني، «إن هذا المخطط الأمني الجديد، يهدف إلى بث الطمأنينة في نفوس الوهرانيين وزوار المدينة، والتأكيد على أن كافة الأجهزة على أتم الاستعداد لضمان الحريات الفردية وواجب استتباب الأمن والوقاية من الجريمة».
وقال إنّ شوارع المدينة وأزقتها حيوية تعج فيها الحركة ليلا نهارا، وهو دليل قاطع على مستوى الاحترافية والانضباط لكل منتسبي الجهاز، على رأسهم مراقب الشرطة نواصري صالح، رئيس أمن وهران، لافتا إلى أنّ «هناك تنسيق بين جميع الأجهزة الأمنية والعسكرية والحماية المدنية في إطار منظومة أمنية موحدة، تعمل من أجل تأمين كافة المناطق الحساسة.
بدورها قيادة مجموعة الدرك الوطني بوهران، اتخذت، بمناسبة السنة الميلادية الجديدة والتي تتزامن مع العطلة المدرسية، عدّة إجراءات وترتيبات أمنية ومرورية، حيث وضعت مخططات خاصة وتشكيلات أمنية عبر كامل إقليم الولاية، الهدف منها «إدخال الطمأنينة والراحة والسكينة في نفوس المواطنين».
ويضيف سمياني محمد، ضابط بسارية إقليمية لأمن الطرق بالدرك الوطني، أن تدخّلهم سيكون خاصة على الطرق الأكثر حركية، عبر دوريات التفتيش المستمرة التي يقوم بها رجال البزة الخضراء، إلى جانب الحواجز الأمنية القائمة بصورة ملحوظة على الطريق الوطني «34أ» الرابط بين وهران وعين الترك وغيرها من النقاط السوداء التي تهدّد سلامة المواطنين، بسبب ارتفاع الحركة المرورية.
وتابع نفس المتحدّث، «بفضل الإجراءات المتخذّة من قبل المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بوهران، تم تقليص حوادث المرور بنسبة 50 من المائة، مقارنة بسنة 2015. داعيا المواطنين السائقين والمشاة، إلى توخي الحذر والتحلي بالقيادة الهادئة وعدم تحويل بهجة العيد إلى كوارث مرورية، محذّرا خاصة من الإفراط في تناول الكحول بأنواعها، لأن ارتباط الأعياد وخاصة عيد رأس السنة بالكحول لدى بعض المواطنين، قد جعل هذه المناسبة سببا في إزهاق أرواح بشرية أخرى.
كما عقدت، صبيحة الأثنين، المديرية الولائية للحماية المدنية بوهران اجتماعا خاصا لوضع الرتوشات الأخيرة للمخطط الخاص بأعياد الميلاد، بدءا بتكثيف وسائل الدعم المادية والبشرية على مستوى إقليم الولاية، لاسيما ما تعلق بسيارات الإسعاف وشاحنات الإطفاء، نظرا لما يمكن أن تسببه الألعاب النارية والمفرقعات من أخطار على السلامة العامة.
وبحسب ما أكده الرائد بهلولي أحمد سفيان، طبيب بالحماية المدنية، فإن «الإسعاف الجماهيري يحظى باهتمام بالغ من قبل القائمين على مصالح الحماية المدنية، التي تسعى إلى توفير التكوين المتواصل للمسعفين الذين يمكن الاعتماد عليهم في حال وقوع حوادث أو كوارث ما وذلك عن طريق عمليات إنقاذ منظمة بفضل التكوين الذي تلقوه».
وأوضح المصدر أن أكثر من 4 آلاف شخص استفادوا من برنامج «مسعف في كل عائلة» إلى غاية اليوم بوهران، وهم جاهزون للتدخل في حالة الخطر، إضافة إلى مسعفين متطوعين جواريين «مستوى-2»، موضحا أنّ هذا النوع من التكوين الذي يدوم 21 يوما، الهدف منه وضع «سلسلة الإنقاذ» التي تصبّ في مصلحة المواطن.
وأضاف، أن أعوان الحماية مجندون في كل الأوقات للحفاظ على سلامة المواطنين وممتلكاتهم، مذكرا بالمشاكل التي تعيق نشاطهم كمنقذين للحياة، أبرزها المشهد المروري المتفاقم جراء تنامي الازدحام المروري وتورط السائقين في تفاقم الوضع، وذلك لعدم احترامهم أبجديات وقوانين القيادة، التي تنطوي على جملة من الاعتبارات الأخلاقية والأدبية والإنسانية والمهنية.
وفي ميدان التواصل والتوعية، فقد انتهجت الأجهزة الأمنية بالمناسبة، بحسب التصريحات المقدّمة، حملات تحسيسية دورية، تستمر لمدة سنة كاملة، بالتنسيق مع مختلف المؤسسات وأطياف المجتمع المدني، تستهدف خاصة المناسبات الدينية والوطنية والوقاية من حوادث السير والحد منها.
