يثبت الشباب الجزائري في كل مرة أنه يتمتع بدرجة عالية من الوعي و الإدراك لما يطبخ في الغرف المظلمة و المخابر المتخصصة في بث الفوضى و إشعال الاحتجاجات بهدف تخريب الجزائر و ضرب وحدتها و استقرارها لأن بعض الدوائر لم تستغ كيف أفلتت الجزائر من قبضتها و شكلت الاستثناء العربي، لهذا أصبحت تتصيد أدنى فرصة لبث سمومها و إطلاق العنان لأبواقها المضللة والكاذبة بصب الزيت على النار و تأجيج ألسنة فتنة يريدون لها أن لا تبقي و لاتذر و هاهي الكثير من و سائل الإعلام تريد أن تجعل من الحبة قبة و تعطي الانطباع بأن الجزائر تحولت إلى كرة نار تلتهم كل شيء في طريقها في تعاطيها مع أحداث ولاية بجاية التي عرفت انزلاقات غير مقبولة أخرجتها عن نطاق حرية التعبير و أعراف الاحتجاج السلمي و هي حقوق يضمنها الدستور و قوانين الجمهورية، بل إن تلك القنوات لم تتردد في استغلال خبيث لصور و فيديوهات قديمة تعود لاحتجاجات 2011 التي شهدتها الجزائر و خرجت منها بسلام بفضل وعي الشعب الذي علمته التجربة أنه أكبر من أن يتحول إلى مجرّد خبر مثير في أدوات و أبواق الدعاية و الكذب التي تطلق على نفسها وسائل إعلام في حين هي مجرد أدوات في يد مركبات الأسلحة الضخمة مكلفة بتغذية حروب النيابة التي تستخدم فيها الشعوب المغلوبة على أمرها كوقود!
إن المتصفح لشبكات التواصل الاجتماعي في الجزائر يلمس أن الشباب الجزائري و على عكس ما يعتقد بعض قاصري النظر من كون اهتماماته لا تتجاوز تسريحة شعره و شراء سروال جينز ممزق بينما أثبت مستوى عال من الإدراك و اليقظة لما يراد للجزائر ويحاك ضدها و يكفي أن تقرأ بعض الشعارات البارزة التي تدعو إلى نبذ العنف و الحفاظ على الجزائر و ما ورد عليها من تعليقات في الفايسبوك أو تويتر و كل الشبكات الاجتماعية الأخرى لتكتشف أن هذه هذه الشبكات التي استعملت في السابق لتجييش الشباب و تحريضهم على العنف و التخريب أصبح يستغلها نفس الشباب لمواجهة التضليل و كشف الأكاذيب و الأباطيل بالصوت والصورة و ليس هذا فقط بل أصبح يستغلها في حملات التضامن و الخطوات الإيجابية الأخرى.
