طرق مهترئة، انقطاع التيار الكهربائي... والغاز إلى أجل غير مسمى
لا تزال المساعدة بن باديس، التابعة إداريا لبلدية المالح، بعين تموشنت، تعيش العزلة والتهميش اللذين فرضا عليها عنوة، رغم أن القرية تعتبر تاريخية بامتياز، باعتبارها قدمت نحو 200 شهيد، إلا أن ذلك لم يشفع لأن تتحرك عجلة التنمية بها، بحسب تطلعات السكان وآمالهم. «الشعب»، تقف عند هذه الوضعية وتعرض أدق التفاصيل في استطلاع ميداني.
سكان القرية أكدوا لـ «الشعب»، أن السلطات، على اختلاف مستوياتها، أحجمت في إدراج مشاريع إنمائية من شأنها أن ترقى بهذه القرية إلى مستوى ما تكتنزه من إمكانات. فحتى بعض المشاريع التي أنجزت هنا وهناك، لم تتعد الهياكل ذات المنفعة العامة، كالمؤسسات التربوية التي حفظت في كثير من الأحيان ماء وجه المسؤولين.
سكان القرية أعربوا عن تذمرهم الشديد إزاء سياسة التهميش والتغاضي المفروضة عليهم والممارسة من طرف السلطات المحلية قائلين، إنها لا تعير الاهتمام المطلوب للتكفل بانشغالاتهم وطلباتهم، رغم أنهم ألفوا التردد على المسؤولين والوقوف أمام مقر البلدية لرفع شكاويهم في كل مناسبة.
الإنارة العمومية... خدمة مفقودة
«سيدي، نحن هنا نعاني التهميش والعزلة. كابوسنا اليومي هل من أذان صاغية؟»، بهذه العبارات وأخرى استقبلنا أحد السكان الذي أبدى استياءه التام للمشكل الذي ظل لعقود من الزمن مطروحا دون أن يجد انفراجا، ما ضاعف من هواجس ومخاوف قاطني القرية. وزاد من تذمرهم، انعدام الرؤية من جهة وسيطرة الظلام الدامس الذي يصبح ليلا سيد الموقف بلا منازع، مشيرا في ذات السياق إلى أن القرية تتحول إلى ما يشبه مقبرة للأحياء تحتم على قاطنيها الإسراع قدر الإمكان في دخول منازلهم مبكرا، لأن الخروج والتجوال ليلا في عتمة الظلام الحالك يصبح مغامرة حقيقية تشوبها كل المخاطر المحدقة، خصوصا وأن المنطقة نائية.
في نفس الباب دائما، أكد بعض الأهالي لنا أن أرواحهم وممتلكاتهم غير آمنة، بسبب حرمانهم من الإنارة العمومية. وما يخشونه أن يتعرض أبناؤهم وفلذات أكبادهم الذين يقصدون مدارسهم خلال الساعات الأولى للفجر، لاعتداءات محتملة أو عمليات اختطاف.
طرق مهترئة والغبار والأوحال يسجنان السكان
السكان شددوا لدى حديثهم معنا على ضرورة التعجيل في تهيئة وتزفيت طرق القرية التي توجد في حالة كارثية منذ سنين مضت، حيث أصبحت حفرا ومطبات تعرقل سير الراجلين وحتى أصحاب السيارات الذين نددوا بدورهم بهذه الوضعية التي أفرغت جيوبهم، على حد تعبيرهم.
وتعرف القرية انتشارا كبيرا للغبار والأوحال، صيفا وشتاء، ما جعل نوافذ سكناتها مغلقة على مدار السنة وكأن سكانها في سجن كبير، بحسب تعبير أحد المواطنين، الذي أكد أن الأوحال تصنع ديكورها في فصل الشتاء أين يتأزم وضعها وتزيد معاناة السكان.
الغاز الطبيعي خدمة مؤجلة إلى أجل غير مسمى
الأيام صعبة في أوقات البرد القارس، نظرا لانعدام التدفئة وبالتالي الاعتماد الكلي على الحطب الذي يتطلب من السكان عملا إضافيا. فهم يتنقلون إلى الغابات المجاورة لجلبه دون مراعاة المخاطر المحدقة بهم، لاسيما وأن قارورات الغاز التي يتنقلون إلى بلدية المالح لجلبها تكلفهم مبالغ باهظة تؤثر على ميزانيتهم البسيطة التي لا يمكن أن تكفي كثيرين ممن يقطنون بالقرية، كون أغلبية سكانها يمتهنون الفلاحة ويعتمدون في سد رمقهم على خدمة الأرض وتربية الماشية.
انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي
الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي تؤكد على بدائية المنطقة التي تستعين سكانها بالأساليب القديمة التي يمكن السيطرة عليها في إنارة منازلهم بدل انتظار ما ستسفر عنه الأحوال الجوية، خاصة وأن الرياح القوية تؤدي دائما إلى انقطاعات وحرمانهم لساعات منها، مما يتسبب بتعطيل أجهزتهم الكهربائية، الأمر الذي كبد أصحاب المحلات خسائر فادحة دفعت بهم إلى مراسلة الجهات المعنية عدة مرات، لكن لا حياة لمن تناجي. ويقول هؤلاء، إن «مصالح سونلغاز لا تعرف القرية إلا بعد أن نتكبد خسائر جمة... ومع ذلك فالمشكل لم يعالج بصفة دائمة، فمن حين لآخر يتكرر نفس السيناريو.
انعدام كلي للمرافق الرياضية
«نحن هنا مغلوبون على أمرناو لا مرافق رياضية نأوي إليها ولا وسائل ترفيهية نهتدي إليها، شباب القرية يئسوا ولم يعودوا يتحملون المزيد. «كلام وجهه لنا أحد شباب القرية، يوحي بالكثير ويدل على مدى الغبن الذي تعيشه فئة الشباب بالقرية، أمام انعدام المرافق الرياضية، اللهم إلا الملعب، من شأنها التقليل من حدة ظاهرة استهلاك المخدرات وكذا شغل الفراغ الصعب الذي يعيش فيه شباب القرية، لا سيما أمام البطالة الخانقة التي يعيشون فيها في ظل عدم استفادتهم من برامج الشغل.
في هذا الصدد يقول أحد الشباب، «سيدي نحن ضحية المحسوبية لا حول لنا ولا طاقة».
من جهته رئيس بلدية المالح قورينات قويدر، أكد في رده على هذه الانشغالات، أن مطالب السكان مشروعة وأن مصالحه تسعى جاهدة لتحريك عجلة التنمية بالقرية، لاسيما من خلال البرامج السكنية المبرمجة وكذا مشروع تهيئة الطرق المبرمج خلال السنة الجارية 2017. مضيفا، أنه لا يمكن في الوقت الحالي ربط القرية بشبكة الغاز الطبيعي دون تهيئة الطرق. مضيفا، ما على السكان إلا الصبر قليلا، باعتبار أن القرية ستحظى ببرنامج تنموي هام يخفف الغبن ويزيل عن السكان المعاناة.
قدمت 200 شهيد قربانا للوطن
قريـــة «المســـــــــاعـــدة بن بــــاديس» في عين تيموشنت تعاني العزلة والتهميش
عين تموشنت: أمين.ب

شوهد:117 مرة