تسببت الأمطار الغزيرة والثلوج الكثيفة، التي فاق سمكها 40 سنتيمترا في بعض المناطق ببجاية، في غلق أكثر من طريق وطني وولائي، كما ظلت بعض المدارس و المؤسسات العمومية مغلقة، بسبب عدم التحاق التلاميذ والموظفين نتيجة غلق الطرقات.
أدى تهاطل الثلوج، إلى شل حركة النقل على مستوى الطرق الوطنية والولائية ومنها، رقم 26 الرابط بجاية بتيزي وزو، و الطريق الوطني 75 الرابط بجاية بسطيف مرورا بكنديرة، حيث ظلّت الطرقات مغلقة، وتوقفت الحركة بعديد المناطق، مما جعل معاناة قاطنيها تتضاعف بحثا عن قارورات الغاز كما هو الحال ببلدية تاوريرت إغيل، التي ناشد رئيسها أعمر عمورة مصالح نفطال بتزويدهم بغاز البوتان.
كما أدى هذا الوضع إلى غلق المدارس وبعض الهيئات التابعة للدولة، على رأسها البلديات والدوائر بسبب عدم التحاق أصحابها نتيجة الطرقات المغلقة، وتخوف السكان من فيضان الوديان سيما القاطنين بمحاذاتها، وهو الخوف الذي طال أيضا أصحاب البيوت القصديرية والهشة، على غرار سكان قرية ‘إغزر أوفرنو’ الذين يعيشون ظروفا صعبة.
وأمام هذا الوضع اتخذت مديرية الأشغال العمومية لولاية بجاية، بمعية مصالح الحماية المدنية، الأمن والدرك الوطنيين، كافة الترتيبات إثر التقلبات الجوية الأخيرة، والتي تهدف إلى تقديم المساعدة والعون للمواطنين من أجل إعادة فتح الطرقات.
وسخرت مصالح ولاية بجاية جميع الإمكانيات البشرية والمادية المتوفرة، لتسهيل حركة المرور ومساعدة المواطنين العالقين على متن المركبات، وذلك من خلال تشكيل خلية متابعة تحت إشراف مديرية الأشغال العمومية والحماية المدنية، حيث تم وضع تعداد بشري وعتاد خاص بالتدخل في حالة التأهب، إلى جانب إرسال فرق تلبية لنداءات الاستغاثة من طرف المواطنين، مع وضع فرق في الأماكن المهددة بالغلق جراء تساقط الثلوج، والقيام بدورات استطلاعية في الأماكن التي تعتبر نقاطا سوداء كلما تساقطت الثلوج، للتدخل المباشر ومساعدة المواطنين في حالات تقطع السبل.
وفي هذا الصدد أكد الرائد فاتح صوفي، لـ «الشعب»: «مصالح الحماية المدينة سجلت أزيد من 80 تدخلا، خلفت قتيلا ببلدية أقبو، وهو شيخ في العقد الثامن صدمته شاحنة ذات مقطورة، كما تم تسجيل عمليات تدخل أخرى، جراء الفيضانات وسقوط الأشجار والرياح القوية التي ميزت العديد من المناطق.
وقد تم إنشاء خلية من أجل التكفل الأمثل بالمواطنين، بالتنسيق مع مختلف السلطات المعنية تحسبا لحدوث أي طارئ، ووضعت الإمكانيات الضرورية من تعداد بشري وعتاد خاص للتدخل، وتسهيل العمل للفرق الميدانية وتلبية جميع نداءات الاستغاثة من طرف المواطنين».
ومن جهته أكد زوايت من مديرية الأشغال العمومية، أن مصالح وظفت كافة طاقاتها من أجل مجابهة الوضع الراهن، حيث واصلت مجهوداتها مدعومة بمصالح البلديات وأعوان الحماية المدنية، لتسهيل حركة المركبات باستعمال الكاسحات ومادتي الملح والحصى، من خلال فتح الطرقات الوطنية وإزالة أكوام الثلوج.
وقد شهد الطريق الوطني رقم 26 الرابط بجاية تيزي وزو، الطريق الوطني 75 الرابط بجاية بسطيف مرورا بكنديرة حالة انسداد، بالإضافة إلى تسجيل انهيار صخري على مستوى بتيزي انبربر، فضلا عن قطع الطريق بكل من إزومام’ و’تيشي’.
