في الذكرى 20 لاغتيال القيادي بن حمودة

إشادة العمال والاتحاد العام بالشهيد النقابي

 

 

 

تستحضر الأسرة النقابية، هذا السبت، الذكرى 20 لاغتيال عبد الحق بن حمودة الأمين العام للمركزية النقابية الذي سقط بساحة مبنى دار الشعب يوم 28 جانفي 1997، عندما كان يهمّ بركوب سيارته.
ولا زالت مواقف الشهيد حية في الذاكرة الجماعية النقابية، خاصة دفاعه المستميت عن حقوق العمال والمؤسسات التي كانت عرضة لهمجية الإرهاب خلال العشرية السوداء. كما كانت مواقفه من أجل جزائر واقفة شاهدة على وطنية الرجل الذي صرخ قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة: «خدعونا... خويا كريم». بهذه المناسبة الأليمة، كتب سيدي السعيد الأمين العام لاتحاد العمال الجزائريين كلمة في حق النقابي الثائر الذي لازال حيّا في الضمير الجزائري. جاء فيها ما يلي:
ولد عبد الحق بن حموة سنة 1946 بقسنطينة مهد الثقافة والتاريخ والمقاومة في عائلة متواضعة متعلقا بالقيم العميقة لوطنه، التي لقنه إياها أقاربه وخاصة والده الذي كان إماما.
بدأ بن حمودة، العمل المثابر والمتمسك برأيه مساره المهني كمعلم أين ترقى في وقت قصير ليصبح مدير مدرسة في بداية الثمانينات واستشعر مبكرا آثار الدمار الذي تسببت فيه اللاعدالة والمحسوبية وكذا التصرفات السلبية لإدارة محلية عاجزة تتسم بالبيروقراطية.
أدت به رغبته في الانخراط عمليا في الحياة الاجتماعية إلى الفعل النقابي الذي منحه إمكانية المساهمة في تحسين ظروف حياة وعمل مواطنيه.
بالتحاقه بفدرالية التربية القوية، أظهر بن حمودة مواصفات الزعيم الذي يحترمه كل زملائه وكذا توجهه للحوار والمفاوضة.
ارتقى بن حمودة بسرعة في صفوف المنظمة النقابية إلى أن أصبح أمينها العام في جويلية 1990 .
وتزامن تعيينه على رأس الاتحاد العام للعمال الجزائريين مع أزمة اقتصادية وتغيرات نوعية عميقة مست كل المجالات في البلاد.
لقد انشغل الراحل بالدفاع عن الأسس الجمهورية للدولة التي دخلت منذ 1991 في مقاومة خطر زعزعة الاستقرار الذي سببه الإرهاب وقام بتأسيس اللجنة الوطنية لحماية الجزائر.
كانت البلاد تعاني من المجازر الإرهابية التي كانت تنفذها الجماعات الإرهابية وكان التأكيد على ضرورة الحفاظ على ديمقراطية الدولة يستدعي شجاعة كبيرة أمام هذا الخطر كان ذلك هو التحدي الذي أطلقه بن حمودة من أجل مقاومة استفحال خطر الإرهاب وكانت عقيدته وهدفه الحفاظ على مستقبل الجزائر.
لقد كان الراحل يعتبر الاتحاد العام للعمال الجزائريين قوة منظمة بإمكانها الرد بقوة وبعزيمة من أجل حماية الوضعية الاجتماعية للعمال والقيم الجمهورية وكان اغتياله بمثابة خسارة كبيرة للحركة النقابية الجزائرية ولكل الحركات النقابية الدولية التي أشادت بالإجماع بإنسانيته العظيمة وبشجاعته طيلة حياته التي شاءت الأقدار أن تكون قصيرة.
التحق عبد الحق بن حمودة بالآلاف من شهداء الديمقراطية والواجب الوطني، أفراد الجيش الوطني الشعبي ومختلف أسلاك الأمن الوطني، نقابيون، معلمون، صحافيون، مناضلو أحزاب سياسية أومواطنين بسطاء، أبوا إلا أن يعيشوا أحرارا في بلد قائم على القيم الديمقراطية والجمهورية والرفاه الاجتماعي، هؤلاء الشهداء الذين تبقى نضالاتهم راسخة في أذهاننا إلى الأبد.
عبدالمجيد سيدي السعيد، رفيق دربه

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024