ملاحقة العناصر المسلحة في تبسة، العجيبة وتيزي وزو

البويـــــرة تسجـــــل ثـــاني أكــــــبر حصيلـــــة في العناصــــــــــــــــر المقضــــــــــــــــــي عليهــــــــــــــا

نورالدين لعراجي

سقوط أمراء والتعرف على أقدم الإرهابيين المبحوث عنهم منذ 1993
مازالت عملية ملاحقة العناصر الإرهابية بجبال تبسة وتيزي وزو والبويرة متواصلة، أين تحكم مفارز الجيش الوطني الشعبي قبضتها على تحرك الجماعات رغم قساوة المناطق ووعورتها الطبيعية، خاصة على محاور الغابات أين تتخذ هذه العناصر من مغارات الجبال والمناطق المعزولة مأوى لها، تستغلها في الراحة ومخابئ تستعملها لتخزين الأسلحة والمؤونة.
ففي حصيلة لشهر فيفري تم تسجيل في كل من سكيكدة وجيجل تدمير أكثر من 11 مخبأ وحجز المئات من الأطنان من المواد الغذائية والمؤونة إلى جانب أسلحة وذخيرة حية بعيدا عن أنظار المواطنين العزل الذين ترك بعضهم العيش بالمداشر والقرى المعزولة والاستقرار بالأرياف الآهلة بالسكان، تاركين أراضيهم الفلاحية ومحاصيل قوتهم وعيشهم هربا من بطش هذه العناصر الدموية.

تعتبر عملية العجيبة بأعالي ولاية البويرة التي جرت أحداثها، نهاية الأسبوع الفارط، أهم حصيلة لأفراد الجيش الوطني الشعبي، تم فيها القضاء على 14 إرهابيا، وصل عددهم إلى أكثر من 31 إرهابيا في عمليات متفرقة، وإن كانت الحصيلة التي عرفتها الولاية في ثاني أكبر عملية للقضاء على الإرهابيين خلال سنة 2015، أين بلغ عدد العناصر المقضى عليها حوالي 26 إرهابيا، وبالتالي يصير العدد الإجمالي 41 إرهابيا، ناهيك عن عملية المدية في السنة الفارطة وقضت فيها مفارز الجيش على 11 إرهابيا، وان كانت الولايتان تربطهما حدود جبلية مشتركة.
في السياق ذاته، إضافة الى اكتشاف مخابئ سرية، تم التعرف فيها على الكثير من الجثث التي يعود تاريخ التحاق أصحابها بالعمل الارهابي الى بداية التسعينيات، وبداية الالفية، ما يفسر انها فئة ضالة بكل المعايير، رغم الفرص التي منحتها الدولة وأقرها رئيس الجمهورية في الوئام المدني وقانون المصالحة الوطنية.
وما بقاءها طول هذه المدة في العمل المسلح ليس له الا تفسير وحيد انها جماعات ضالة ارهابية لا يمكنها العيش بعيدا عن الدم وارتكاب المجازر والقتل حتى صارت وراء كل الفتن ولا يمكنها الاندماج في احضان المجتمع.
اعتداء باب القنطرة... سيناريو التغلغل أم الانتحار الجاهز؟
كشفت لنا العملية الإرهابية الأخيرة التي استهدفت مقر الأمن الحضري بباب القنطرة بولاية قسنطينة مدى تغلغل التنظيم الارهابي داعش في المدينة واستغلاله للمعلومات الميدانية ودقتها، وان كان بعض عناصره الذين لم يعلنوا بعد ولاءهم المطلق له وبقاءهم تحت سلطة جند الخلافة، ومواصلة العمل السري في استدراج عناصر دعم جديدة ضمن مخطط الخلايا النائمة، ماهو إلا تفسير مطلق للعمل الدائم واشتغالهم على متابعة النقاط الحساسة ومراقبتها عن بعد، ما يحيلنا مباشرة إلى العملية الاخيرة التي كان ضحيتها شرطي أين باغتته الجماعة المسلحة وهو في مطعم لتلوذ بعد ذلك في الفرار. وبحسب بعض المصادر، أنها نفس الاستراتيجية التي كانت وراء تنفيذ العملية الانتحارية على مقر الأمن الحضري بفضل فطنة الشرطي المناوب وقضائه على الإرهابي مجنبا المنطقة مجزرة هم في غنى عنها.
ما جعل الجميع يتفطن لهذه الجماعات الدموية، مستنكرين كل دواعيهم ومخططاتهم، داعين الى وجوب تكاتف الجهود وتجنيد المواطنين ليكونوا صفا واحدا الى مفارز جيشنا واستغلال المعلومات للتبليغ عن تحركاتها وأماكنها المشبوهة، ووسائل تنقلاتها... الى غير ذلك من المعلومات التي قد تساعد أفراد الأمن على ترسيخ العمل الاستخباراتي في توظيف هذه المعلومات، للوصول الى الهدف قبل أن يقوم بنشاطه الإجرامي.
الاستيلاء على 250 رأس غنم... والشمرة تشيع الشهيد هارون في جنازة رسمية
مازال أفراد الجيش الوطني الشعبي وأسلاك الأمن المشتركة يلاحقان العناصر الارهابية، يتقدمهم سلاح الجو بعد العملية التي استهدفت خلال اليومين الأخيرين اغتيال أحد الموّالين الرعاة بمنطقة راس العش بولاية تبسة والاستيلاء على اكثر من 250 رأس من الأغنام، حيث باغتتهم مجموعة أرهابية مسلحة يجهل عدد أفرادها بوابل من الطلقات، فبعدما ضمن الوالد لابنه التغطية الأمنية متجها الى فرقة الدرك الوطني، واصل والده التصدي لهم بسلاحه باعتباره احد المتقاعدين من الحرس البلدي، الى ان فاجأه الارهابيون وقاموا باغتياله ثم الاستيلاء على رؤوس الاغنام وحملوها الى وجهة جبلية، وبحكم حدود المنطقة مراسمة لولاية الوادي وفيها الكثير من المغارات، والطرق اليها جميعها ملغمة، مما يصعب من مهام المتابعة الميدانية، ويمكن لهذه العناصر الارهابية التسلل والتخندق في اماكن التمويه ومباغتة افراد الجيش، الامر الذي شهدته المنطقة اثر ملاحقة هذه العناصر بعدما تم غلق المنافذ المؤدية اليها وتحرك القوات العسكرية من ولاية الوادي وتلك المرابطة بولاية تبسة وفي اشتباك سقط النقيب شرقي هارون شهيدا.
وبحسب أقاربه الذين التقتهم «الشعب» وتحدثت إليهم من مدينة الشمرة بولاية باتنة، أكدوا لنا أن الشهيد هارون شرقي صاحب 36 سنة كان صائما وهي عادته دائما كل خميس واثنين، والامر نفسه أكده لنا رفاقه بأن الشهيد وأثناء عطلته لا يبرح مسجد الحي.
للتذكير، الشهيد هارون والده ابن شهيد وأمه أيضا ابنة شهيد وكأن الشهادة صارت عملة ملازمة لعائلة شرقي التي شيعت ابنها في جنازة رسمية أغلقت خلالها المدينة كل محلاتها وحزنت شوارعها، وفي أجوء حزينة جدا ودع أهل الشمرة شهيدهم الى الرفيق الأعلى، بحضور نائب قائد الناحية العسكرية الخامسة ووالي ولاية باتنة وضباط سامين، حيث قدم أفراد الجيش له التحية العسكرية وسلم ممثل اللواء قائد الناحية العسكرية العلم لوالده.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19468

العدد 19468

الأحد 12 ماي 2024
العدد 19467

العدد 19467

الأحد 12 ماي 2024
العدد 19466

العدد 19466

الجمعة 10 ماي 2024