أول امرأة تسيّر مصرفا بالبليدة، نضيرة لعباسي تعترف:

عالم البنوك أبهرني وطموحي وهوسي جعلاني أحقق حلمي

البليدة: لينة ياسمين

تعترف في حديث شيق وتفتح قلبها لـ «الشعب»، وابتسامة تعلو محياها الصبوح، وتسرد في وصف عذب وجميل، كيف تقلدت مناصب إدارية تنوعت في محطاتها الأولى، إلى أن حطت بها في واحدة منها ورست على رصيف ميناء لمنصب مديرة لوكالة بنك القرض الشعبي الجزائري رقم 106 بقلب مدينة البليدة، وهي التي كانت مبهورة بعظمة البنوك والنظام البنكي البروتوكولي الصارم في الدقة والترتيب، وتتوق في عشق المتردد الولهان أن تخترق تلك الرهبة المحيطة بهامة البنوك، وتقتحم ذلك العالم الكريستالي وتكون عنصرا منه، حتى تقرَّ عينها وتحقق رغبة كامنة لحب «البنوك»، التي سلبت قلبها وسكنت عقلها، وفعلا حققت حلما مايزال، بحسب قولها، جميلاً.
المشهد الأول... الاختيار والاختبار
تقول المديرة لعباسي نضيرة، إنها كانت في 22 من العمر، حينما التحقت بمنصب إداري رسمي بولاية تيبازة، كان القدر، بحسبها، إلى صفها، لأنها وفّقت في أول اختبار والفوز بمنصب عمل يناسب إلى حد ما تخصصها الجامعي في الاقتصاد. وتواصل وتقول، إنها بعد 4 سنوات من العمل وصقل الخبرة وتحدي هاجس السن والعمل الجديد في الوسط الإداري الصرف، غيّرت من بوصلتي وأدرت الشراع وحولت وجهتي إلى عالم البنوك. وتعترف، وهي تغوص في ذكرياتها الأولى، أن ذلك العالم كان ساحرا وفاتنا، كنت أقف أمام بنك ما وأتوق أن أكون ضمنه وفيه وداخله، حينما أعود باستذكار تلك الصورة الجمالية الخيالية والممزوجة بواقعية، أتلذذ وأطرب شرفا وفخرا، أنني واحدة من ذلك العالم، كنت أرى تصميما مفصليا دقيق النظام والترتيب، يتوسط هياكل ضخمة مبهرة، موظفون في هندام أنيق للنساء والرجال، ربطة عنق مرتبة التموضع تثير الرهبة، وشعر ممشوط بعناية، وذقن محسّن، مع نظارات وضعها غالبية من كنت أراهم، وعطر خفيف انتشر في فضاء سحري، وضحكهم قليل وابتسامتهم عزيزة ونادرة، والزبون تجده تقمص شخصية الإنسان المحترم الهادئ والمشكل، بين الشاب الرياضي والبالغ الهادئ، حتى صار ضمن ديكور مصفف بعناية. ضمن كل تلك البهرجة الممتعة، كنت أتخيل نفسي بينهم، أقدم خدمة للزبون وانصرف، ولم يكن ذلك الخيال مجرد حلم، بل تحول إلى حقيقة وتقلدت منصبا بمصرف وبدأ الاختبار بعد الاختيار.
المشهد الثاني... عالم البنوك وتحقيق الحلم
صعب أحيانا أن يحقق الإنسان أحلامه، لكن حينما تصير واقعا، الأمر لا يحتمل الهزل والمزاح. وأنا في 26 من عمري، حظيت بمنصب لدى مصرف بولاية تيبازة، وبدأت معارفي وتكويني الأكاديمي، تستدعي استخدام كل تلك المعلومات في عملي، اجتهدت وبدأت سيري ومسيرتي، وتعلمت وصقلت خبرتي أكثر فرص التكوين، ومن مكلفة بالدراسات ومناصب أخرى ترقيت فيها، توسع الحلم وكبر وأصبحت المرأة الأولى في جنسها التي تحظى بمنصب مديرة وكالة بنكية تابعة لمجمع القرض الشعبي الجزائري في العام 2011، وهنا ظهر معامل جديد وتغير في الحلم، لأن المسؤولية كبرت وتعاظمت، وشعرت بثقلها، فأن تكون المسؤول الأول ليس كأن تكون في الترتيب الثاني أو أي رقم آخر، وهو ما زاد في تركيزي. وأدركت بوعي حجم العمل الجديد، فالكل ينتظر منك أن تكون قائد السفينة، من جهة الزبائن وفي زاوية العاملون معك، وفي مرتبة نستطيع أن نصنفها بالأكثر أهمية، هي نتائج العمل والمردود الجيد. وتضيف، أدركت معنى كل ذلك، وبحيوية وانتباه وحرص نجحت مرحليا، وطموحي في تقديم خدمة أكثر وأفضل وهنا يظهر عنصرا الإبداع والإتقان.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024