أكد المشاركون في أشغال ورشة عمل تناولت موضوع “ترقية المساواة بين الجنسين والمواطنة العالمية في مجال الاتصال”، أن الجزائر قطعت أشواطا هامة مكنت المرأة من افتكاك مكاسب تم دسترتها، آخرها المساواة التي أقرها دستور 2016. وقبل ذلك، كرس رئيس الجمهورية حيّزا هاما في التشريع الجزائري يحفظ لها حقوقها، بداية بقانون الأسرة المعدل في 2005، تبعه توسيع مشاركتها السياسية في المجالس المنتخبة بموجب تعديل دستور جزئي أجراه سنة 2008.
تميزت ورشة عمل تناولت موضوع “ترقية المساواة بين الجنسين والمواطنة العالمية في مجال الاتصال”، المنظمة من قبل اللجنة الوطنية الجزائرية للتربية والعلوم والثقافة التابعة لهيئة “اليونسكو”، بنقاش ثري، تبع مداخلات قدمها الخبير في الاتصال، رئيس اللجنة التقنية “الاتصال” للجنة الوطنية الجزائرية لليونسكو أحمد بن زليخة، حول “الاتصال في خدمة مثل المساواة بين الجنسين والتفتح والتقارب والحوار”، فيما تمحورت مداخلة مدير تحرير جريدة “لكسبرسيون” إبراهيم تخروبت، حول ترقية المساواة بين الجنسين في الصحافة”. من جهتها أفردت الصحافية والمخرجة بدرة حفيان، حيزا هاما لمفهوم جديد ممثل في المواطنة العالمية؛ مقاربة تناولتها من خلال تجربتها الإعلامية.
وإذا كانت العقليات إلى جانب تفاصيل أخرى، ما تزال تطرح إشكالا بالنسبة لتقدم المرأة الجزائرية، فإن ذلك لم يمنعها من الحضور بقوة في كل الميادين، بما في ذلك الحساسة منها، خطوات هامة قطعتها بعدما جعل رئيس الجمهورية ترقيتها ضمن أولويات برامجه منذ اعتلائه سدة الحكم، وهو ما أكده رئيس اللجنة التقنية “الاتصال” للجنة الوطنية الجزائرية لليونسكو أحمد بن زليخة، قائلا إن القرارات السياسية التي تم اتخاذها في غضون السنوات الماضية كانت في صالحها، مؤسسا بذلك لنظرة جديدة للأمور، إذ باتت المرأة تشغل مناصب المسؤولية في كل الميادين بنسب متفاوتة من قطاع إلى آخر، وتضاهي الثلث في وزارة الاتصال.
في مداخلته، أسهب بن زليخة في الحديث عن أهمية ومكانة الاتصال في مجتمعنا، لافتا إلى أنه جوهري في ترقية المواطنة العالمية وفي ترقية المساواة بين الجنسين. والأهم من ذلك، اعتبره ركيزة تكريس والحفاظ على القيم وترقيتها. وقبل ذلك نبه بن زليخة في سياق الحديث، عن استيراد المفاهيم الذي طرح خلال النقاش، بأن أسس المواطنة العالمية موجود في القرآن، الذي جاء فيه أن الإنسان خلق للتعارف، ومن هذا المنطلق لا حاجة للاستيراد أساسا.
وأفردت الصحافية والمخرجة بدرة حفيان حيزا هاما لمفهوم جديد ممثل في المواطنة العالمية، في نفس الاتجاه، مؤكدة أن المواطنة التي باتت تعرف بالمواطنة العالمية لها تأثير وتأثر بالسلوكات، أخلاقية ومعنوية بدرجة أولى وتكتسي بالغ الأهمية، باعتبارها تكرس ترقية الحس المدني.
وفي ردها على انشغالات طرحت بخصوص انصهار ثقافتنا لغزو ثقافة مجتمعات أخرى، أكدت بدرة حفيان أن الإشكال لا يطرح أساسا، وبحكم تجربتها بالقسم السمعي البصري بوكالة الأنباء الجزائرية، الذي تشتغل به منذ سنوات حول موضوع “التراث والثقافة”، أفادت أن الشباب يميلون بطبيعتهم إلى التراث، ويبحثون تلقائيا عن البرامج الوطنية في القنوات التلفزيونية.
من جهته، مدير تحرير جريدة “لكسبرسيون” إبراهيم تخروبت، حول ترقية المساواة بين الجنسين في الصحافة، توقف عند إشكالية محدودية تواجد المرأة في مناصب المسؤولية بقطاع الإعلام، رغم أنها تشكل الأغلبية. أي أن تواجدها في المسؤولية لا يعكس حضورها القوي، مشيرا إلى أن الأمر ينطبق على قطاعات أخرى.
وبرأي إبراهيم تخروبت، فإنه أشبه بسقف زجاجي يحول دون تقلد المرأة مناصب المسؤولية، يحتاج حله إلى فتح ورشة سياسية، تتناول الموضوع بإسهاب، لتمكين المرأة من قطع خطوة أخرى تكرس المكانة التي اكتسبتها في المجتمع.