رئيسة جمعية «نور الضحى»:

أنسنة العلاج للحد من معاناة المرضى

فتيحة.ك

حرصت رئيسة جمعية نور الضحى سامية قاسمي، على إبراز الدور المهم الذي يلعبه الجانب السيكولوجي في التخفيف من معاناة المرضى.
كما أبرزت، عند نزولها ضيفة على «الشعب»، العمل الذي تقوم به الجمعيات في التكفل بالمرضى، خاصة القادمين من ولايات داخلية ومن مناطق قد تكون أبعد من تمنراست، من خلال توفير المبيت لهم وكذا أدوية داء السرطان، حتى لا يجدون أنفسهم حائرين في الطريقة التي تمكنهم من العلاج في ظروف مستقرة.
قالت سامية قاسمي، إن الجمعية تعتمد في عملها على العمل التطوعي، أين ينشط 30 طبيبا تحت إسم الجمعية، وهدفهم الوحيد مساعدة مرضى السرطان الذين أصبح عددهم يزداد سنويا، 50 ألف حالة جديدة كل سنة، الأمر الذي يجب تداركه حتى تتمكن مختلف مراكز مكافحة السرطان من التكفل بهم جميعا دون الحاجة إلى إرسالهم إلى مستشفيات العاصمة أو الولايات الكبرى لإجراء العلاج الكيميائي.
وأكدت في سياق حديثها، على أهمية الحملات التحسيسية والوقائية التي تقوم بها الجمعية خلال السنة، من أجل حث المواطنين على زيارة الطبيب حتى وإن كان عامّا من أجل الاطمئنان على صحتهم بالتشخيص والكشف المبكر عن السرطان، لأن علاجه في مراحله الأولى ممكن، ما يعكس إيجابية إتباع سياسة وقائية فاعلة تكرّس الوعي بأهمية التشخيص المبكر للحيلولة دون استمرار انتشار الأمراض المزمنة.
وركزت رئيسة جمعية «نور الضحى»، على أهمية أنسنة العلاج بإعطاء أريحية أكبر للمريض، ما يساعده على الاستجابة للعلاج، الذي يعود عليه بالإيجاب. هذا الدعم السيكولوجي للمريض يكاد يكون غائبا في مستشفياتنا، فحتى إخبار المريض بمرضه مثلا، له طريقة خاصة بعيدة كل البعد عن حقيقة إنزال الخبر على المريض كالصاعقة، ما يزيد من فرصة انتكاسه صحيا.
قالت سامية قاسمي، إن الجمعية تأسست في 26 سبتمبر 2002 من أجل تقديم يد المساعدة لمرضى السرطان الذين كانوا يعانون الأمرّين، مقارنة بما وفر لهم في السنوات الأخيرة. وأكدت أن الهدف الأسمى للجمعية، طوال تلك السنوات، كان الدفاع عن المريض بكل ما يملكون من قوة وإمكانات.
ولم تنس الجمعية الجانب الاجتماعي في تعاملها مع المرضى، من خلال مساعدتهم على نقل المرضى إلى الخارج، خاصة أولئك الذين لا يملكون الإمكانات للعلاج في بلاد أجنبية.
وطرحت في حديثها مشكل مرضى سرطان الدم، الذي يحتاج إلى ظروف علاجية خاصة جدا، كالغرفة المعقمة والبقاء بعيدا عن أي شيء غير معقم، لأن الإمكانات المتوفرة حاليا لا تستطيع التكفل بجميع المرضى، ما يجعل بعضهم يعودون إلى منازلهم، ينتظرون موعد العلاج، قد تكون الموت أقرب منه.
أما العلاج بالأشعة، فهو أكبر معاناة يعيشها المرضى الذين يحتاجون إلى عناية سريعة وتكفل تام بحالتهم الصحية. ولعل ما يعيشه المرضى في الجنوب الجزائري، بسبب غياب المرافق أو الأطباء المختصين، يزيد حالتهم تعقيدا. لذلك، لابد من التفكير في إدماج الأطباء الجزائريين في المرافق الصحية الموجودة في الجنوب بنفس أجر الأطباء الأجانب الذين يؤتى بهم من كوبا، الصين ودول أخرى من أجل علاج المرضى في الجنوب.
وكشفت في السياق ذاته، عن مشكل حقيقي يؤرق حياة المرضى، يتعلق بالمواعيد البعيدة، خاصة فيما يتعلق بالعلاج الكيميائي، ما يجعلهم يذوقون الأمرّين في انتظار تاريخ إجرائه بسبب الألم والتآكل الجسدي الذي يعيشه مريض السرطان يوميا... أيام الانتظار تلك هي بمثابة السكين الذي يذبحه في اليوم ألف مرة، لذلك وجب التركيز على توفير الإمكانات أكثر مما هي عليه من أجل الحد من معاناتهم وأهلهم معا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19463

العدد 19463

الإثنين 06 ماي 2024
العدد 19462

العدد 19462

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024